عبارة هتفت بها من كل قلبي وهتفت بها حناجر أبناء هذا الوطن من كل حدب وصوب، عندما أعلن الديوان الملكي نجاح العملية التي أجريت لخادم الحرمين الملك عبدالله وخروجه من المستشفى.
سيدي خادم الحرمين لا غرو أن يتباشر المواطنون بسلامتك مرددين لا بأس يا ملك القلوب محبتك في نفوس خلق الله.
وقد عرف فيك أبناء هذا الوطن الخير وقدروه. وأنت الذي لكل مواسم الخير دائم معهم وبينهم. وهم يلهجون لك بالحب والدعاء المخلص بأن يحفظك الله للوطن مظلة، لأنك رفيق الجود ودخيله، وزميل الكرم ونزيله، وغرة الدهر وتجميله، مواهبك الأنواء، وصدرك الدهناء، عونك ضافٍ على اللهيف، وغوثك مبذول للضعيف، ينابيع الجود تتفجر من أناملك، وربيع السماح يضحك من فواضلك، شجاع ترى الإحجام عاراً لا تمحوه الأيام، خلقك يجمع الأهواء المتفرقة على محبتك، ويؤلف الآراء المتشتتة في مودتك، تحل دقائق الأشكال، وتزيل جلائل الأشكال.
سيدي خادم الحرمين لقد مكنك الله وقدر لك أن تؤدي لهذا الوطن كثيراً من الأعمال التي ذت بها عن حياض الوطن، وضمنت لشعبك مكاناً بارزاً بين أمم العالم. وحسنت الأوضاع المعيشية لشعبك، وكفلت لهم أسباب الرخاء، وأرسيت دعائم الأمن والاستقرار، وحققت العدالة الاجتماعية. وأصبح العدل في مجلسك نبراس. فنلت الحب والإعجاب من أبناء شعبك.
وما عسانا نقول عن بقية إنجازاتك التي لم تقف عند حدود تطور الوطن ونموه، بل تعدته لتشمل أيضاً القضايا الإنسانية في العالم كله. وبينت للعالم أنك رجل دولة من الطراز الأول وسياسي مجرب، وصوت قوي للتضامن العربي والإسلامي، وزعيم معتدل يعمل بلا كلل، في سبيل تحقيق السلام القائم على العدل لجميع الأمم.
سيدي خادم الحرمين عندما تحدثت إلى أبناء شعبك بعد العارض الصحي. ارتسمت كلماتك في أذهان الناس، ولمس الجميع صدق إحساسك. حيث كان قلبك على لسانك، وكان حديثك ترجمة عضوية أمينة لما ينبض في قلبك وما يدور في ذهنك.
كانت كلماتك المعبر القوي عن طريقتك في التفكير فلا تناقض ولا اختلاف في منحنى التفكير أو مساره، مما جعل شعبك يؤمن بصدق حديثك ما سبق منه وما تلا. ويلتمس مواقف الانسجام والتكامل قولاً وعملاً في شخصكم الكريم.
يا سيدي: عودتنا.. أنك تعمل دون أن تتكلم، وإذا تحدثت كان حديثك موجزاً بليغاً. لأن الرجولة عندك عمل، والعمل يتحدث عن صاحبه.
يا سيدي: ما علينا بأس، وأنت فينا راجح العقل، واسع التدبير، بعيد النظر، باسط الكف. ورغم ما أتاك الله من بعد الشأن والمهابة. وما ضاعف لك من كل بر، وما خوله لك من النعمة وشكرها، بقيت متواضعاً سمحاً، لا تتعاظم على أحد، ولا تأخذك العزة بالإثم، ولا يزال صوتك الحنون تتجاوب به الأسماع.
سيدي خادم الحرمين: أنت بكل تأكيد أحد صانعي التاريخ. بكل ما في صناعته من معاني تسمو إلى البطولة، وترتفع إلى جميع المميزات التي اعتدناها من عظماء التاريخ.
ولا شك أن الإنسانية تبرز بأثرها واضحة وجلية في سلوكك وطرق تفكيرك لأنظار المؤرخين وعامة الناس مهما اختلفت مشاربهم. ولا مراءً أنك من نوابغ الرجال ذوي الخصائص والمهارات المبدعة في نفوسهم. الذين هم لياذ اللائذ، وغائثو المستغيث، وما رأوا مظلوماً إلا ودفعوا ظلامته.
سيدي إن البهجة والوطنية التي شاعت بين المواطنين بعد نجاح العملية. تعني اعترافهم بفضل جلالتكم وتقديراً للدور القيادي والإنساني والحضاري الذي تسدونه لأبناء هذا الوطن.
ختاماً أقول هنيئاً ثم هنيئاً لك يا سيدي محبتك في قلوب الناس تنشاف في عيون خلق الله.
حفظكم الله وأعادكم إلى أرض الوطن سالماً.