ماجرى ويجري على أرض واقع أمم آسيا 15 ومايتردد حاليا في الدوحة هو إثبات لصحة ماسبق أن ذكرته وقاله الكثيرون عن دورة الخليج، فإذا كان دورها في بداياتها قبل سنوات طويلة إيجابيا وبمثابة الانطلاقة القوية والأجواء المحفزة والمثيرة للمنتخبات والجماهير والكرة الخليجية فهي في السنوات الأخيرة مصدر هم وغم وإهدار للوقت والجهد والمال ولها انعكاساتها وآثارها السلبية على البرامج والمسابقات والخطط المحلية والاستحقاقات الدولية لأندية ومنتخبات دول الخليج، لا بل إن الأسوأ من هذا في نظري والسبب الذي دعاني للحديث عنها اليوم هو أنها ورطت الاتحادات الخليجية وصارت قياساتها خاطئة ومعاييرها خادعة، قلتها في قناة الجزيرة وفي اليوم الثاني لبطولة آسيا الحالية للزميل الكويتي سطام السهلي مؤكدا له أن الأزرق الخليجي لن يكون حاضرا آسيويا، وعلق عليها المذيع محمد الكواري واختصرها بقوله: تقصد أنها (تغشنا) أي تخدعنا.. وحدث ماتوقعته وهاهو البطل وحامل لقب دورة خليجي 20 قبل حوالي شهر ولانقول سنوات يغادر بطولة آسيا بلا نقاط وبهدف وحيد من ضربة جزاء وفي مرماه سبعة أهداف من فرق متوسطة المستوى آسيويا.. كذلك الحال بالنسبة لمنتخبنا عندما طرنا (في عجة) وخدرتنا مقولة إننا حققنا إنجاز وصيف دورة الخليج بالرديف فمن باب أولى أن نحرز بطولة آسيا بالمنتخب الأول ومشاركة النجوم الكبار، فأكلنا ماهو أمر من المقلب الكويتي وربما غادر الأخضر بالأمس خالي الوفاض والنقاط ومحملا بالإخفاق ومثقلا بالهموم والأوجاع..
حان الوقت الذي يجب أن تتخذ فيه اتحادات الكرة الخليجية قرارا يحسم أمرها وتتخلص فيه من مجاملات وضغوط وأعباء وصداع وخداع دورة الخليج.. لابد أن تفعل ذلك عاجلا غير آجل، ولابد أن تدرك أن غيرها في أمم آسيا في الكوريتين وأستراليا واليابان وإيران وأوزبكستان وحتى في سوريا والأردن أصبح يتطور بحسب ما يفرضه واقعه وإمكاناته و ظروفه وتطلعاته، وليس بما تمليه عليه وتعرقله دورة ظواهر صوتية ضاجة وصاخبة وشعارات براقة وقصص وحكايات مستهلكة لا علاقة لها بكرة القدم كصناعة وعلم واحتراف واستثمار..
* إعلان الأمير نواف بن فيصل في القناة الرياضية السعودية عن إقامة مؤتمر واسع وشامل لمناقشة هموم وشئون ومستقبل الرياضة السعودية هي مبادرة رائعة ورائدة من سموه وخطوة مهمة تحتاج للانطلاق من خلالها والاستفادة منها إلى تحضير جيد من حيث تحديد الأولويات وجدول الأعمال ونوعية المشاركين فيه وكيفية الخروج منه بنتائج وأفكار وتوصيات وقرارات قابلة لتنفيذها والتعامل معها والالتزام بها من الجميع أندية واتحادات..
الدوحة