خذلت إذاعات أف إم الأربع التي انطلقت مؤخرا في أثير المملكة كثيرا من مستمعيها الذين انتظروا أن تضيف شيئاً لمعلوماتهم أو ذائقتهم الفنية، ورغم أن الحكم على هذه الإذاعات سيكون مبكرا إلا أن ليالي العيد تبين من عصاريها فالعنوان يفضح المكنون إذ إن المستمع لهذه الإذاعات حاليا لا يملك إلا أن يصيبه الإحباط من تشابه برامج هذه الإذاعات الوليدة الأشبه بالخدج أو ناقصي النمو ؛ فساعات البث قد تم تغطيتها بالأغاني ولا سواها فهي تعتمد اعتماداً كليا على الداون لوود أو تنزيل الأغاني من الإنترنت أو تشغيل أشرطة السي دي فهو الموظف الوحيد فيها فكل ما على هذه الإذاعات إدراجه ليقوم بمهمته وكأننا قد أفقنا فجأة على أننا بأشد الفقر للأغاني فقط!! بل إن الغريب أنه لا يوجد بين هذه الإذاعات من اعتنى أو اهتم بتراثنا من أغانٍ أو قصص أو حكايات فالمملكة المترامية الأطراف لديها من الإرث الثقافي الضخم ما يكفل تغطية ساعات بث هذه الإذاعات كاملة ولعل من يستمع لبرامج إذاعة الرياض سيجد أن هناك من يتحدث عن هذا التراث في فقرات البرامج وفي فترات ضيقة لا يسعها الوقت الممنوح مع أن هذا التراث لديه من الكنز ما يغطي ساعات بث هذه الإذاعات المترنحة.
إن على وزارة الثقافة والإعلام والتي سبق أن لوحت بأنها ستراجع التراخيص الممنوحة لهذه الإذاعات إذا أخلت بمتطلبات الرخص وخصوصا المالية منها، إن عليها أن تتدخل لمراقبة محتوى هذه الإذاعات وإعادة تقييمه وتقويمه، كما أن عليها أن تفرض على هذه الإذاعات توظيف خريجي الإعلام الذين لم يجدوا فرصة للتوظيف لاستيلاء القادمين من خارج الحدود على الكعكة بكاملها بل يجب أن تتدخل أيضا وزارة الخدمة المدنية بأن توجه خريجي الإعلام لهذه الإذاعات والتي بكل تأكيد بدأت تجني الأرباح من إعلاناتها المخادعة عبر الsms والتي لم يغرق فيها إلا المستمع السعودي فقط فهو الهدف الوحيد الذي تسعى كل الإذاعات والقنوات لاقتطاع ما في محفظته.