كنا في اجتماع الجمعية العالمية لزراعة الشعر لعام 2010م في مدينة بوسطن وكعادة هذه الجمعية العالمية تقدم بين الحين والآخر إحصاء سريعاً لمنتسبيها.. والسبب الذي جعلهم يمتهنون زراعة الشعر، فمعظم الأطباء هم من تخصص الجلدية يليهم أطباء جراحة التجميل والمستغرب وجوده هو بعض أطباء العظام والقلب والأعصاب والكثير من أطباء الأسرة الذين تخصصوا في زراعة الشعر وأغلب هؤلاء الأطباء من ذوي التخصصات والتي تعتبر غريبة في نظرنا عن هذا المجال مميزون ويشهد لهم بالكفاءة في عملهم في هذا التخصص الدقيق، وينطبق ذلك على الكثير من التخصصات الطبية الدقيقة الأخرى التي لا تستوجب على الطبيب الممارس وجود الزمالة أو التخصص في مجال مسبق بمعنى آخر لا يكون استشارياً حسب مفهومنا، فكلمة استشاري لها مدلول أكاديمي، إن المشرع الصحي لدينا يضع شروطاً للمهنة لها صبغة أكاديمية أكثر منها مهنية لذا يكثر التعقيد لدينا في إجازة الكثير من التخصصات التي تجاز في دول العالم المتقدم وهذا لا ينفي أن يتم التدقيق على من يجاز في مهارته وعلمه في هذا التخصص أو ذاك، إنه لمستغرب جداً ما يحدث لدينا من تشدد تعلق عليه شماعة حماية المريض ومن خلال الممارسة والمشاهدة اتضح أنه لا علاقة بكثرة الشهادات والمهارة أبداً ناهيك عن الممارسة المهنية والتزاماتها.
إن الرقابة المهنية والنظام القانوني الواضح والمفعل يضمن الجودة لا التركيز على الشهادات العليا الأكاديمية، وإن شهادة التخصص الدقيق أهم من ذلك، بل إن التوجه العالمي هو إعطاء شهادات تخصصية دقيقة للأطباء من دون المرور بالهيكل القديم في الأقسام الرئيسية، والذي استغربه ويستغربه الكثير من المتخصصين لماذا الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية يجوز للطبيب فيها أن يقوم بتخصص دقيق في مجال آخر وليس لديه شهادة مثل الماجستير أو الزمالة فيها ولا يطبق ذلك لدينا.. هل نحن الأفضل؟ أم نعتقد ذلك؟.