لأن البطالة والفقر هما الأكثر إيذاءً للمجتمعات، وهما العائقان أمام تطور الشعوب والمجتمعات والأفراد، ولهذا فإن واجب المصلحين والمفكرين والكُتَّاب، وقبل ذلك القادة وكبار المسؤولين أن يشجعوا ويشيدوا بكل جهة أو مسؤول يساعد على معالجة البطالة من خلال استحداث فرص عمل ووظائف للمواطنين السعوديين، مثلما نستنكر مواقف من يتكاسلون ويقفون في وجه توظيف السعوديين، فإنه من الواجب الحديث وتشجيع من يعمل على صُنع فرص عمل للسعوديين، لأن العمل على القضاء على البطالة أو على الأقل تقليصها، هو إسهام إيجابي لتحصين الوطن وتعزيز الاستقرار ومنع اندلاع الاضطرابات التي يشعلها العاطلون عن العمل، ولهذا لا بد من الإشادة بمبادرة جامعة الملك سعود التي أعلن عنها الدكتور عبد الله العثمان في افتتاح منتدى الجامعة الأول لريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي.. أعلن إنشاء صندوق التنمية والاستثمار المعرفي برأسمال 160 مليون ريال، وإن كامل المبلغ قد أُودع في حساب شركة وادي الرياض للتقنية، وإن هذا الصندوق يهدف إلى إعداد طلاب الجامعة والذين يزيدون على 72 ألفاً ليكونوا قادرين على تأسيس فرص عمل لأنفسهم، ولغيرهم بعد التخرُّج.
هذه المبادرة التي تندرج في الأعمال والأفعال التي دأبت إدارة جامعة الملك سعود على القيام بها منذ تسلُّم الدكتور عبد الله العثمان إدارتها تسعى إلى السير قُدماً في تنفيذ توجهاتها بتحويل الجامعة الأم من جامعة تقليدية كغيرها من الجامعات العربية، إلى جامعة منتجة يكون خريجوها قادرين على تأسيس فرص عمل لهم ولزملائهم ولغيرهم حتى من خارج خريجي الجامعة، وبذلك يسهمون في القضاء على الآفة الأخطر في هذا العصر.. آفة البطالة.