الحياة تتأثر بأعمال الفرد سواء كانت خيّرة أو شريرة، وحياة الفرد وسلامته الصحية والعقلية مطلب مهم؛ لأنه لا أسرة بدون فرد، ولا مجتمع بدون أسرة، ولهذا فإن أي خلل في صحة الفرد يؤثر على وجوده وعطائه وقيمته في الحياة!
وإذا أدركنا أن المجتمع الواعي الحقيقي هو أن يحافظ محافظة تامة ويراعي بكل دقة صحة وسلامة كل أفراده، ويدرك أن «الصحة تاج على روؤس الأصحاء» وهي ضرورة ملحة بل هي نعمة من نعم الله التي لا غنى عنها.
والأصحاء فكرياً وعقلياً وجسمانياً يساهمون في تقدم أمنهم، ويحافظون على مصالح الوطن الخاصة والعامة وهؤلاء يملكون الإرادة القوية والعزيمة العظيمة التي تساعدهم على مواجهة كل المشاكل. أما الذين لا يتمتعون بنعمة الصحة فإنهم يعجزون عن تأدية الواجبات التي من شأنها رفع مستوى الأمة وتقدمها ورقيها. ومع تكاثر الأمراض في هذا العصر وقد نتج عنها الكثير من المآسي لأسر ما كان لديهم علم تام بوجود الأمراض القاتلة، وفجأة يظهر المرض على أحدهم ولم يكن لديهم أي وسيلة إلا أن يلوموا أنفسهم بأنهم لم يتمكنوا من اكتشاف هذا المرض الخطير إلا في مراحله الأخيرة!
وما دام أن دولتنا نصرها الله ممثلة في وزارة الصحة قد أوجدت المشافي العامة والخاصة فإنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك توجه حقيقي لسلامة الإنسان السعودي وحمايته والقيام بعمل فحوصات طبية شاملة لأفراد كل أسرة، والتأكد من عدم وجود الأمراض القاتلة ومن المهم أن تكون بشكل دوري كل ستة أشهر مثلاً، ويجب مساهمة المستشفيات الخاصة وبالمجان لأن الكثير من المواطنين غير مشمولين بالرعاية الصحية ولا بالتأمين الصحي، وهناك فقراء لا يستيطعون دفع فواتير مثل هذه التحاليل والفحوصات، ويدرك أصحاب هذه المشافي الخاصة بأن أي فرد لا يمكن أن ينجح في حياته وفي مجتمعه إذا عمل لمصحلته الخاصة فقط دون مراعاة شعور الآخرين وحقوقهم التي أقرها الإسلام لأن المجتمع كل لا يتجزأ، وهو كما قال سيد البشرية: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ولنعلم أن المجتمع عندما يغار على بعضه البعض فإن النتيجة ستكون ايجابية ويتحقق الهدف المنشود، وبالتالي تحقيق المنفعة ورفع المضرة..
إنها مجرد دعوة للجميع لكي يصبح هذا المجتمع خالياً من كل الأمراض وليس عيباً أن يسود مبدأ التكافل الاجتماعي، وليس عيباً أن يساعد الإنسان إخوة له هم بحاجة لمساعدته، وبمثل هذا سيتم ترسيخ الخير وسيدحر الشر!.