يعتقد بعض الناس أن لكل شاعر شيطاناً يملي عليه الشعر ويشاركه في قول أو كتابة القصيدة، ورغم جميع ما قيل عن ذلك على مر التاريخ فإنني اقف ضد ذلك الادعاء الباطل وأستهجن من يقول به؛ ليقيني انه مجرد وهم أو إيهام ان هناك ما يسمى بشيطان الشعر واتساءل لماذا يجب أن يكون هناك يد خفية مستترة تكتب الشعر أو لسان وهمي يقوله.
اصحاب الرأي السابق صدقوا تلك الخرافة وآمنوا بها ووضعوا أسماء شياطين الشعراء، فشيطان امرئ القيس لافظ بن لاحظ، وشيطان عبيد بن الأبرص هبيد بن الصلادم، وشيطان النابغة هاذِر بن ماذر وشيطان الفرزدق عمرو، وشيطان طرفة بن العبد عنتر بن العجلان، وشيطان أبي نواس حسين الدَّنَّان، وشيطان الكميت مدرك بن واغم، وشيطان قيس بن الخطيم أبو الخطَّار، وشيطان بشار بن برد شنقناق، وشيطان أبي تمام عتَّاب بن حبناء، وشيطان البحتري أبو الطبع، وشيطان المتنبي حارثة بن المُغَلِّس، وشيطان زهير بن أبي سلمى زهير، وشيطان الجاحظ أبو العيناء، وشيطان الأعشى مسحل بن أثاثة.
وبما أن الشعر ملكة كبقية الملكات التي يهبها الله لبعض الناس دون غيرهم كالابتكار والحفظ والاختراع والنبوغ والرسم والخط والتأليف والتلحين، فهل يمكن أن يقول لي أصحاب ذلك الرأي ما اسم شياطين مشاهير العالم منذ الأزل، وإنني أرى أن من يقول بقولهم يُفرغ الإنسان من عقله وإحساسه حين ينسب كل المواهب إلى الشياطين أعاذنا الله منهم.
وقفة للشاعر الموهوم (أبو نجم العجلي)
إني وكلُّ شاعرٍ من البشر
شيطانهُ أنثى وشيطاني ذكرْ
فَما رَآني شاعِرٌ إِلا استترْ
فِعلَ نُجوم ِ اللَيلِ عايَنَّ القَمَرْ