(لا تجادل أو تحاور أحمق فيخلط الناس بينكما) مقولة صادقة تصف كثيراً من الحوارات التي تحصل في زماننا هذا وفي كل زمان ومكان، ولعل ما يتبادر إلى الذهن أولاً عند الحديث عن حوار الأحمق، بأنه ذاك الشخص المغفل الذي لا يفقه مثقال ذرة في موضوع النقاش والحوار، إلا أن للمقولة أبعاداً أخرى، فمن الحماقة أن تجادل في أمر وأنت تعلم في باطنك أنك مجانب للصواب والحق كل الحق مع من أمامك لكن جبروتك يحتم عليك الاستمرار في نقاش ولو استمر ذاك ساعات أو حتى آل بك إلى فرقة وخصومة من تحاور. ومن ضروب الحماقة أن تسعى جاهدا في أن يميل الشخص الذي تحاوره إلى رأيك، وكنت قد بيت النية في ذلك وعزمت على أن تغمض عينيك وتسد آذانك لحديث من أمامك، وكم من النقاشات بدأت ولم تنته في أمر يحتمل كلا الرأيين والطرفين أو في جانب لم يستند فيه المتجادلان على بينة ظاهرة فيجعل كلا الرأيين مدعاة للرد أو القبول. ولن أتحدث عن ذاك الشخص الذي يظن أنه محدث عصره وكلنا قد رآه، فهو الخبير الذي أحكم قبضته في كل فن وعلم وهو السياسي المحنك والشيخ الفضيل والطبيب البارع بل إنه قد يحاور أصحاب تلك العلوم ليثبت لهم فقط أنه هو من تشد له الرحال!
أذكر أنني كنت أرفع صوتي عند النقاش أحياناً ظناً مني أنه سمة الثقة والحجة لكنني تعلمت أن للحق صوتاً جهوراً ولساناً فصيحاً يصل إلى كل من أرغى أذنه لسماعه وفتح قلبه لقبوله، وكما قال الإمام أبو محمد الأندلسي:
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم
إن البلاغة ألجمت ببيان
Azzam Al-Kadi MD FRCSC
Trauma and Laparoscopic Surgeon
Master›s Student in Medical Education
University of Calgary
Calgary, Alberta
Cell: 403 617 6997
- كندا