في الفترة الماضية زرت دولة (قطر) العزيزة بعد غياب سنوات عديدة ماعدا زيارة رسمية سريعة (شورية) لم تستغرق سوى (24) ساعة. وكان ذلك قبل حوالي ثلاث سنوات، أما زيارتي الأخيرة فاستمرت عدة أيام، واستطعت فيها أن أطلع وأتجول في الدوحة وأشاهد الانطلاقة التنموية الكبيرة التي تجري في قطر والتي لاتزال في عقدها الأول.
لقد بهرتني (قطر) ليس بضخامة مشروعاتها فقط ولكن بتميز هذه المشروعات.. فمثلاً انطلاقتها العلمية جاء تميزها بإنشاء (مدينة علمية) استقطبت أشهر الجامعات العالمية التي فتحت فروعاً لها بالدوحة.. أما ما يتعلق باستقطاب السائحين وبخاصة في مجال التسوق فقطر أقامت أسواقاً تجارية كبيرة وهذا موجود في كل مكان لكن نأتي إلى (التميز) مرة أخرى في سوقها الشعبي (واقف) الذي صممته بشكل جميل وكبير وأوجدت فيه ما يغري كل زائر لقطر أن يقوم بزيارته أكثر من مرة لتنوع محلاته، وتنوع مطاعمه ما بين شعبية وعربية وعالمية وإيجاد الفعاليات الجميلة التي تشد الناس إليه، وتجعلهم يبقون أكبر وقت فيه.. وآتي إلى المنتجعات التي أقامتها مثل (اللؤلؤة) وهذا موجود مثلها أيضاً لكن يجيء التميز في هذا المنتجع في عدة أمور، فمثلاً تكييف هذا المنتجع يجيء عبر وحدات في مكان مستقل عن المنتجع بحيث تختفي أضرار الأجهزة من الصخب إخراج الهواء الحار داخل المنتجع ولا يصل إلا الهواء البارد أو الساخن إلى وحدات المنتجع السكنية والتجارية وبكل انسيابية.. أخيراً أتوقف عند الحراك الكبير المتميز سواء التجاري أو الثقافي أو الرياضي وسعي قطر إلى استقطاب أي حراك نافع ومثر، وآخرها (مونديال عام 2022 م).
آخر معالم تميز الدوحة: وجود صرح إسلامي ضخم وسط الدوحة للتعريف بالإسلام بحيث تبلور مناشطه ومطبوعاته سماحة الإسلام ودعوته لسعادة البشرية بالدنيا والآخرة، وقد أفادني الصديق والمثقف القطري أ. خالد الملا أنه يدخل الإسلام بشكل يومي عدد من الوافدين الذين يأتون لهذا المركز فيسمعون ويقرؤون عن الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه فتتوفر لديهم القناعة فيعتنقون الإسلام.
تحية لقطر بأهلها الفضلاء الأحباء، وديمة تحية لقطر أو بالأحرى (مطر).. حيث تنداح قطرات نمائها: مشروعات تنموية متميزة اقتصادياً وثقافياً ورياضياً وكم نسعد أن يتحقق مثل ذلك في بلد خليجي شقيق نجزم أن تميزه وتطوره هو مكسب لكل دولة شقيقة في مجلس التعاون الخليجي.