حقق الشاب شاهر المرزوقي، والذي يحضِّر رسالة الدكتوراه في تقنية المعلومات الطبية، في الولايات المتحدة الأمريكية، إنجازاً يخدم «مبتوري الأذرع»، مما لفت أنظار المستثمرين الأمريكيين إليه، خاصةً أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يتحرك إلا على كرسي مدولب، وقادم من بلاد يظن بعض الأساتذة والطلبة، أنها خاملة ولا تعترف بالعلم ولا تصدر إلا الإرهابيين!
إن حملات العلاقات العامة والإعلام، التي تنظمها الدول العربية والإسلامية، لتحسين صورتنا، يجب أن تأخذ جانباً آخر. فمثل شاهر المرزوقي، هو حملة بحد ذاته، حملة لا تعتمد على الكلام أو الصور، بل تعتمد على وقائع مرئية ومحسوسة. ولذلك، فإن دعم هؤلاء الشباب والشابات، وترسيخ وصولهم للمؤسسات الغربية وللتواصل معها، هي من أولويات التعاطي مع الآخر الغربي، الذي تأسس عقله على الماديات الملموسة، وليس على المجلدات المملؤة بالنظريات اللغوية، أو المهارات الألسنية، وما أكثر هذه المجلدات لدينا! ولكي تصل إليها، ما عليك إلا أن تبحث في أي محرك بحث عن عناوين رسائل الماجستير والدكتوراه، لتجد العجب العجاب: يا للمواضيع التي لا علاقة لها بالحياة، ولا حتى بالموت! والغريب أن الحاصلين على مثل هذه الشهادات، تتم مساواتهم ومساواتهن، بأولئك الذين يحصلون عليها، لاكتشافهم الفيمتو ثانية (جزء من مليون مليار جزء من الثانية).