لم يكن أكثر السعوديين تشاؤماً يتوقع ما حدث أمس في استاد أحمد بن علي في نادي الريان القطري!!
لقد كان الخروج حزيناً ومحبطاً.. ولو عهد الأمر إلى أحد مؤلفي الروايات لما نجح في حبك السيناريو الحزين بالشكل الذي كان عليه الأخضر أمس!!
ذهب المنتخب السعودي إلى قطر والترشيحات تزفه إلى المنافسة وتقوده إلى اللقب، لكنه كان أول المودعين.. هكذا ببساطة.. تنازل الأخضر عن كل شيء.. وعاد مهموماً حزيناً مكسوراً لا يقوى على المنافسة ولا حتى هز الشباك!!
لم يعد الأخضر الذي تشربنا حبه مذ كنا صغاراً.. ولم يعد الأخضر الذي يهابه الخصوم.. فقد بقي البرواز ولكن الصورة تغيرت.. والله وحده يعلم متى ستعود إلى ما كانت عليه!!
لم يعد الأخضر في الدوحة بشكله الذي حفظناه وحفظته آسيا برمتها لسنوات طوال.. لقد ذبُل أداؤه.. وهبط عطاؤه.. وبان أنه يحتاج إلى الكثير من العمل حتى تدب فيه الحياة من جديد، وحتى يجري الماء في العروق التي بات يلاحقها الجفاف!!
(ما الذي ينقص الأخضر؟؟)
= الإجابة: لا شيء!!
فقد وفرت له القيادة الرياضية كل شيء.. منحت جهازه الإداري كل الصلاحيات.. منحت مدربه كامل الفرصة.. أعطت اللاعبين كل الثقة.. قدمت له الدعم!!
حاولت القيادة الرياضية وبدلت.. سعت لعلاج الجرح النازف غير مرة.. ولكن الأمر بات واضحاً.. (لقد اتسع الشق على الراقع) وبات من الضروري الآن.. وبعيداً عن أي مجاملات.. وبدون أي تأخير أن يكون العلاج ناجعاً.. شاملاً.. فليس بعد خسارة اللقب الآسيوي ما يمكن انتظاره حتى نواصل الصبر.. ومنح الفرص، وهنا أجزم أن سمو الرئيس العام وسمو نائبه لن يقفا أمام ما حدث.. وأن لديهما من الحلول ما يكفي لإعادة الأمور إلى نصابها.. والأهم في هذا الشأن أن نسارع في خطوات إصلاح الأخضر.. وألا نعود إلى المربع الأول.. فقد جربنا العودة إليه مراراً وتكراراً.. وفي كل مرة كنا نعود بنفس النتيجة.. خسارة.. فوعود.. فمسكنات.. فنشوة.. فخسارة.. فوعود.. حتى كرت السبحة أمس في الدوحة.. وما عاد في الأمر ما يدعو إلى المسكنات من جديد!!
إن أول من يجب أن يحاسب هو الجهاز الإداري للمنتخب فهو من يرسم الخطط ويضع البرامج.. وكلنا نقرأ أخبار استقبالات سمو الرئيس العام وسمو نائبه لمدير المنتخب ولمدربه للاطلاع على الخطط وبرامج الإعداد.. والآن ها هي النتائج أمامنا.. فهل مازال هناك متسع لكي نمنح الفرصة؟؟
لقد آن الأوان.. وكثيراً ما آن في السابق لمراجعة..
- أسلوب إعداد المنتخب!!
- مدد معسكرات المنتخب!!
- كيفية اختيار المنتخبات التي يلاعبها المنتخب ودياً!!
- اختيار المواقيت المناسبة للإعداد!!
هل نتذكر مثلاً المعسكر الذي كان في نهاية الموسم الماضي؟؟
ما الذي استفاد منه المنتخب؟؟
وهل نتذكر أسماء المنتخبات التي لاعبها المنتخب ودياً.. ما الذي استفاده منها المنتخب؟؟
وهل نشاهد كيف يستعد الآخرون (المنافسون) ومع من يلعبون؟؟
كأس آسيا من الماضي منذ الساعة السادسة مساء أمس.. ولابد أن نكون من الماضي شئنا أم أبينا.. ولابد من العمل على هذا الأساس..
لقد كان (اللبن المسكوب) غالياً.. لكن لا فائدة ترجى من البكاء عليه الآن!!
لابد من التطلع للمستقبل.. ورسم استراتيجيات المستقبل وخطط العمل من أجل المستقبل..
لابد أن نبدأ من الأساس.. وهو صناعة اللاعب السعودي.. وكيفية تطوير مستواه.. فقد أصبح اللاعب يتقاضى الملايين ولا يفاوض إلا بالملايين.. وعندما تدلهم الأمور لا نجد منه إلا ما وجدناه أمس أمام الأردن وقبل ذلك أمام سوريا..
للأسف لاعب لا يعرف كيف يقف في مرماه..
ولا أين يوجه الكرة بعيداً عن مرماه!!
ولاعب لا يستطيع صناعة كرة حقيقية أمام مرمى الخصوم وبالتالي أي شيء تنتظره من الهجوم؟؟
هل كنا ننتظر أن يكون حارس المنافسة سيئاً لكي نسجل، فالجوهر يقول: (أيضاً الحارس الأردني لم يكن سيئاً وإلا لسجلنا أكثر من هدف)!!
والأندية يجب أن تقوم بدورها بعد أن أشغلها السجال الإعلامي عن العمل الحقيقي وتقديم النجوم، والاكتفاء باللاعب الجاهز، مما أسهم في احتراق عدد من نجومنا وضياعهم في زحام الأندية الكبيرة..
حزينون للخروج حد البكاء.. لكننا نأمل أن يكون هذا الخروج بداية لعودة جواد أصيل كبا.. وكبا..
مع هذا الحزن لابد أن نواسي أنفسنا.. وأن ننظر للأمام.. فمازالت هناك بارقة أمل أن نعود يوماً.. بعد ان تركنا كرسي المنافسة في كأس آسيا.. والتحقنا بصفوف المشاهدين!!
مازال هناك أمل.. مازالت هناك حياة.. لكن الأمل يحتاج إلى عمل!!