|
بماذا نبدأ ومن أين ونحن بصدد الحديث عن سباق الديربي السعودي على كأس سمو ولي العهد (للفئة الثانية) الذي احتضنه ميدان الملك عبد العزيز بالجنادرية مساء الجمعة الماضية .
نبدأ بالإنجاز الكبير الذي حققه الجوادان شدو، وكلاودي ستي، أم بالإنجاز الآخر الذي حققه الفارسان السعوديان صباح الشمري وعبد الله العضيب وهما يعيدان هيبة الخيّال السعودي مجدداً وسط مشاركة خيّاله عالميبن محترفين.
الواقع إننا إذا شئنا اختصار الأمر من رسم صورة الإنجاز إلى عمل الأسطبلين النموذجيين .. إلى الظروف التي أحاطت بذلك كله، فإنها كلها أمور تجتمع بلا مبالغة وبعيداً عن المقدمات والمجاملات، في الدور الذي كان للأمير سلطان بن محمد والأمير فيصل بن خالد، بعد وجودهم القريب ومنذ وقت مضى حتى تحققت تلك النجاحات.
صحيح الانتصاران مفاجئان في حد ذاتهما لكنهما لا يعدان كذلك إذا عُرف السبب، وصحيح أن ما حدث لم يكن في الحسبان ولكنه لا يعد كذلك أيضاً إذا ما راجع المراقبون حسابتهم من ذلك الحدث الكبير وهو يأتي في حجم الموقعة الأرفع بالميدان السعودي وحدود المصدر .. فالسبب والمصدر شيء واحد هو التخطيط والبحث عن دماء جديدة في الجانب الآخر ونسف كلمة المستحيل لتصبح في خبر كان وأخواتها، ولكي تبحث عن الانتصار عليك أن تؤكد الحضور وتعزز الاستمرار، وبما أن لكل مقام مقالاً فإن لكل مرتبة ميزاناً ولكل ميزان معايير مثلما أن لكل خطوة تدابير.
ولأنّ الأيام كأنها جيش والجيش كر وفر، ولأن الرأي كما يقولون أقومه أحكمه وأسداه، فإن الأسطبل الأزرق والأحمر أصابا غرة الهدف وبما يملكانه من معطيات وأسس فنية، واستطاعا أن يفرضا وجودهما في ثاني الأمسيات الخالدة ببريقهما الذهبي ونواميسهما التي عانقت الألوان الزرقاء والحمراء دون سواهما.
وقدما لنا نموذجاً مثالياً في مسارهما وقوة مرهوبة الجانب في إمكاناتهما وإعطاء الثقة الكاملة لفرسان الألفية بماركة تدرب ونشأ في السعودية وأصبح ذلك الخيّال السعودي يحسب له ألف حساب في أعين الملاك والمدربين وكافة المراقبين وبما أن هيبة الخيال السعودي أضحت ما بين طرفة عين وانتباهتها واقعاً مشاهداً بالمضامير المحلية، فإن الغد المشرق قد ينبئ بإعطائهم الثقة الكاملة في المواقع الصعبة وفي المناسبات المشهودة الكلاسيكية إلى ما هو خارج الحدود، ولأن النجاح معقود بنواحي التجربة التي نجحت وأينعت ثمارها، فإن الرأي سيكون هو الصائب لأن صاحبه رأى العواقب في مرآة عقله وأدركها ببصره، تلك التجربة وخلاصتها التي تجعل من خيالة الوطن رقماً صعباً ليس في المحافل المحلية بل عالمياً وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم!