الميل نزوع فطري موروث يظهر لدى الفرد في صورة توجه تفضيلي واع نفسي وسلوكي نحو أنشطة وموضوعات وأفكار تمثل غايته وموضوعه بحيث يحقق النشاط المرتبط به متعة لصاحبه. ويتأثر الميل في نموه وتطوره وانتقاء موضوعاته بخبرات الفرد الخاصة وتدربه ومستوى نموه العقلي والمعرفي والانفعالي وثقافة المحيط الذي يحيا فيه.
ذكر ذلك أحمد سباهي في الموسوعة العربية, وأشار إلى أن الميل يختلف عن الغريزة في أن الغريزة تكمن في الإيحاء المباشر بأعمال ومشاعر محددة من دون وعي الغاية المتعلقة بها في حين يطرح الميل غاية بنحو واسع نسبياً.
ولا ينشأ الميل عن حاجات نفسية أو عضوية ولكنه قد يصبح في تطوره ونموه على علاقة بحاجات نفسية ويختلف التوتر الخاص بالميل في نوعه وشدته عن التوتر الناجم عن الحاجة، وما يسمى بميل الطفل إلى اللعب هو حاجة فيسيولوجية هي الحاجة إلى الحركة وليس ميلاً نفسياً. ويختلف الميل عن المزاج، فالمزاج مجموعة الاستعدادات الفطرية الموروثة التي تؤلف الهيكل النفسي للإنسان، وتستخدم كلمة المزاج للدلالة على الصفات الانفعالية العامة عند الفرد وصفات فعاليته. وما يطلق عليه ميل الفرد إلى التقشف أو الانطواء أو اللامبالاة ليست ميولاً لدى الشخص إنما هي صفات لطبعه. والميل قابل للتطور ولكنه لا يحدد التطور النفسي لدى الفرد.
أما المزاج فهو غير قابل للتطور ويحدد التطور النفسي عند الشخص. ويختلف الميل عن الاتجاه، فالاتجاه مكتسب أما الميل فهو فطري، والاتجاه موقف تقويمي وسلوكي خاص بفرد أو جماعة حيال موضوعات محددة مكتسب بالخبرة والتعلم, وقد يكون موضوع الاتجاه فكرة أو فرداً أو جماعة أو موقفاً معيناً. ويكون الاتجاه إيجابياً أو سلبياً وهو إما يكون صريحاً لدى صاحبه فيبديه وإما أن يكون ضمنياً ويخفيه. والاعتقاد لا يدخل في تكوين الميل ويدخل في تكوين الاتجاه وموضوعات الميل تمثل غايات له، أما موضوعات الاتجاه فهي ليست غاية وغاياته مبهمة. ويمكن الكشف عن ميول الفرد في سنوات طفولته الأولى ويكون هذا الكشف مهمة الأهل والمربين والمعلمين. ويفيد الكشف المبكر عن الميول في تنميتها وتدريبها وإكساب الفرد المهارات المرتبطة بها. والاستفادة من الميول التي هي من طبيعة فطرية أمر مهم في حياة المجتمع، بجوانبها الإنتاجية والإبداعية ويكون ذلك من خلال الفرص التي تتيح للأفراد اكتشاف ميولهم وتنميتها وتدريبها.
ويمكن توظيف الميل في العمل المهني الأمر الذي يهتم له الموجه في عملية التوجيه المهني، حيث تكون الميول إحدى الخصائص النفسية المهمة التي يسعى الموجه إلى تعرفها لدى النشء خلال هذه العملية الهادفة إلى مساعدة الفرد في اختيار العمل الملائم له والتكيف معه والتقدم فيه، وعلى الله الاتكال.