لا يتوقف الحديث عن الانتماء للمدن، فهناك من الشعراء، والناثرين، والمؤرخين، وكتاب السير، بل من الرسامين والموسيقيين، والتشكيليين، من عبروا عن مدنهم بوسائلهم وأدواتهم،.. فالمدينة هي محضن معادل متوازٍ مع محضن الأم..
في مقال الأربعاء الذي عبر عن مدينة الرياض, يبدو أن الرياض حركت شجن الكثير من القراء، فمنهم من عقب في الموقع الإلكتروني للجزيرة، ومن هاتفني، ومن راسلني، يعبرون عن محبتهم للرياض المدينة، وجاءت بعض المقترحات فيما كتبوا، منها ما اقترحه الأخ محمد المقرن، حيث ألقى في حجري بوليد فكرته، إذ طلب مني الكتابة المبسطة للأطفال عن الرياض، وهي فكرة عزيزة، أتمنى أن أستطيع ولوجها، وتنفيذها، لما للرياض في مخيلتي وحسي من مكانة ومكان، قد لا يضاهيهما موطن آخر غير مكة والمدينة..
أما فاطمة العلياني فقد جاءتني رسالتها تقول فيها: (سيدتي.. للرياض في الروح إيقاع المطر على لسانٍ جمَّدهُ العطش، للرياض في الروح ضوء الفانوس في عتمة الليل البهيم, الرياض كانت صغيرة فكبرت بأحلامنا، الرياض كانت فقيرة فأغناها الله بجهود محبيها، الرياض كانت صحراء فأصبحت روضة غناء بعمارها، على لسان حرفك نتغنى جميعنا بما يتحرك في صدورنا من حبنا لها، الرياض: فاتنة المدن، وعين البلاد، وموطن الحب، أتمنى أن يشعر كل ساكن فيها بأنها ألماسة، وعليه قبل أن يضع قدميه على ترابها أن يشمّر عن ساعديه لبنائها ولنظافتها ولبريقها)..
وفي رسالة أخرى بتوقيع: حفيد النجباء، يقول قحطان القحطاني: (من عشرين عاما لمست هواء الرياض لأول حس، وشممت أقحوانها وطربت ليمامها، أمي ولدتني فوق ترابها فأخذتني الرياض طفلها وغذتني بحبها، أؤيد من يطالبك دكتورة خيرية بالكتابة عن الرياض في مطويات مبسطة للصغار، أو في جزء من منهج القراءة في المدارس، لأننا نحب الرياض ونحب أن نتغذى بها في صغرنا، ولا نتعرف عليها في كبرنا)..
وتبقى الرياض مدينة العرار والصحراء واليمام والليل والخيل والعمار والأنوار.. تبقى المدينة التي يتغنى بها المحبون عند أمطارها حين تهل، ولغبارها حين يقبل.. ويحن إليها الغائبون،..مطمح الحبين أن يعمل لها المحبون، بناءً، وعماراً, ونظاماً، وحرصاً، وأمناً، وعوناً، وبذلاً..
و... بفائض من التقدير لمن احتفى بالرياض ههنا.... أكتب هذا.