بين الأزقة الضيقة المفضية إلى شارع فسيح يسيران معاً خطوة بخطوة كجسد واحد, لا ينفصلان. مكللة بالسواد من رأسها إلى أخمص قدميها, عيناها لا ترى أمامها, نحيلة الجسد فارعة الطول, خطواتها المتعثرة تقودها ببطء دونما تركيز في حين أن خطواته تلازم خطواتها, وهو ممسك بذراعها الأيسر كغريق متشبث بقطعة خشب لتنجيه من الغرق ولتبعث فيه شيئاً من الحياة. تسحبه بيدها وهي تلتفت يمنة ويسرة لتعبر به إلى الجهة الأخرى حيث متجر العطار. عند أول عتبة في مدخل المحل عَثر الاثنان معاً فأخذ العطار يتمتم: كيف لأعمى أن يقود أعمى!