تنفيني الشواطئُ إلى الشواطئْ
فيهربُ مني حتى الرملُ
وأنا منذ نيّفٍ وستينَ
أركضُ وراء سفني الحزينةِ
تطويني أمواجٌ
ولا تستقبلني مرافئْ
صامتٌ على حَدَبِ الماءِ
والموجُ يرشقُني بكفيهِ
وأنا انتظرْ ..
منذ وُلدتُ انتظرُ
هبوبَ الريحِ لتحملني
خارج صمتي إلى
أحداقِ الوردِ من تيهِ العمرْ
وتأتيان من فيوضِ الغيبِ قمرين
أنتما مني
ضوء ٌيلتمعُ في غيابةِ الرأسِ
وانشراخِ الذاكرةْ
فألمُّ وجعي
على كفِّ الرجاءِ
وأشربُ منكما سنيناً
فقدتها من جراري
وغارتْ في دروبٍ ماكرةْ
قَمَران في سمائي
وأنا فرحٌ مستعادْ
أنتما قمري
وروحي، وقبسُ النصِ
والدهشةُ المنزوعةُ
من حنجرةِ الصمتِ
وسمتِهِ الوقّادْ
أنا المدارُ ،
وعلى خيوطِ من نظري
أُسرّحُ وردَ الزمانِ أقمارا
وأكتبُ على ألواحٍ بائناتِ
قصائدَ حبي وأنظمُ منها قلائدَ
وعدٍ وأشعارا إلى أن كنتما ..
وكنتما قمرين، فصرت لكما مدارا
وحدكما، صرتُ لكما مدارا
وأنا التائهُ ، بعد نيّف وستين
قادني التيهُ إلى لُجّةِ الحيرةِِ ..
وكنتما في هذه الحيرةِ النهارا
*nayef.nawiseh.com