أستغرب من الذين يطالبون برياضة في مدارس البنات ويسوقون مبرراً واهياً لمطالبتهم مثل أن الرياضة مهمة لأن أجساد الفتيات تختزن الشحوم، وأن من الضروري أن تمارس الفتيات الرياضة لتخفيف الوزن! هذا كان مبررهم
الوحيد لإقرار الرياضة في مدارس البنات! وهم بذلك يكونون قد تجاهلوا أن حصص الرياضة للبنات هي مطلب تعليمي وتربوي وترفيهي واللعب حق مشروع للطفل خاصة في المراحل الأولية والابتدائية سواء بنتا أم ولدا، ومن الظلم أن نمنع الطفل في هذه المرحلة من ممارسة الرياضة التي وإن جاءت بصورحصص مقننة إلا أنها تبقى نوعا من اللعب المحبب للطفل!
ومن خلال الرياضة يمكن أن يكتسب الكثير من القيم والمعارف الإيجابية، فالتمارين الرياضية الجماعية أو الركض خلف كرة سلة أو طائرة أو تنس أو حتى الركض الحر (الملاحق) هو ترفيه يكسر حدة وقسوة ورتابة الحصص المدرسية ويسمح بنمو روح الفريق بين الاطفال! وإذا كانت بعض المدارس الأهلية قد أقرت حصة الرياضة على استحياء منها فإن النتائج الأولية ترصد فرحة كبيرة لدى الطالبات لهذا التغيير في جدولهن الدراسي الرتيب، وإذا ارتدت الطالبات ملابس رياضية محتشمة ومناسبة فما المشكلة من اقتطاع وقت للترفيه واللعب والركض أثناء اليوم الدراسي، ألم تسابق السيدة عائشة رسول الهدى محمد- صلى الله عليه وسلم-؟ لماذا نحجر واسعا ونتوقع السيئ! ليكون أسهل طريق أمامنا هو المنع وبناء متاريس الخوف والشك! الرياضة في مدارس البنات ليست حلا سحريا للسمنة ولا لغيرها من المشكلات الصحية أو النفسية، ولايجب أن نبحث عن مبررات ليست واقعية لكي نحاول تبرير إقرارها، وقصر الموضوع على محاربة (مرض) السمنة لا يسنده الواقع الذي نشاهده في مدارس الأولاد فبالرغم من أن حصص التربية الرياضية مقرة عليهم، فإن السمنة تزيد بينهم وخاصة في المدارس الابتدائية، ومن غير المنطقي أن حصة واحدة في الأسبوع أو حصتين سوف تجعل الأجسام رشيقة! ومن يزور المدارس سوف يجد أن حتى بعض الأولاد يتجنبون ممارسة الرياضة، بل ويختلقون الأعذار لعدم المشاركة لأسباب كثيرة قد يكون لها علاقة بآلية تنفيذ الحصة وعدم قدرة المعلم على ترغيب الطلاب فيها وتنوع مايقدم وعدم اقتصاره فقط على كرة القدم خاصة عند بعض المعلمين غير المؤهلين في تقديم مادتهم، بالنسبة لرياضة البنات لعلنا نلاحظ أن الجدل يتلاشى حول هذا الموضوع بشكل واضح والآراء التي تحاول أن تحرم الأطفال حتى في المراحل الأولية والابتدائية من حصة رياضية هي آراء ستنتهي بالتأكيد إلى قناعات لصالح الرياضة في مدارس البنات، ولكن للأسف سيكون ذلك متأخرا كما حصل مع كثير من الآراء التي حرمت ومنعت بعض المستجدات ثم أصبحت الآن حلالاً ولا شيء فيها! إن تسريع الوزارة بوضع قواعد وضوابط هو أمر مهم لنشاط بدني ضروري على أن يكون ذلك وفق قواعد تربوية وضوابط مناسبة تقرها الجهات المشرفة على تعليم البنات.