تسعى الدول الأوروبية التي لا يجمعها تاريخ ولا لغة ولا دين لإقامة شراكات اقتصادية وسياسية وثقافية وقد نجحت في إقامة اتحاد أوروبي كان جسراً فيما بينها في كل المجالات، بينما في الجزء الآخر من العالم أقصد سوداننا فإنه من المحزن أن نشهد انشطار هذا البلد الواحد إلى أجزاء تقسم أرضه وتفرق شعبه وتمزق اقتصاده وشرايين الحياة التي تعبر شماله إلى جنوبه وتسري في رحم الأرض من جنوبه لشماله.

استوقفتني الكلمة المؤثرة التي ألقاها السفير نائب رئيس البعثة السودانية قريب الله خضر علي في حفل التكريم الذي أقامته السفارة لتكريم وكيل الوزارة لشؤون التلفزيون الاستاذ عبدالرحمن الهزاع والقناة الثقافية على جهودها في التواصل الثقافي بين المملكة والسودان ورصد الحركة الثقافية بين البلدين، كانت العلاقة العاطفية التاريخية بين شمال السودان وجنوبه تبدو واضحة ومعبرة في كلمته عن مدى الحزن لهذا الانفصال بكل أبعاده النفسية والجغرافية وغيرها.

الثقافة تجمع ما فرقته السياسة.. والكلمات في تلك الأمسية بما حملته من شجن وحدت خارطة الأرض ومشاعر أهلها، في مشهد سخي مد الجسور من بلاد النيل إلى المملكة التي احتفت بالثقافة السودانية والمثقف السوداني عبر قنواتها الإعلامية من خلال القناة الثقافية في مشاهد مختلفة.

باسل الدغيثم.. طالب الآثار كما عرفته وحين التقيته ضيفاً مميزاً في إحدى حلقات برنامجي وقبل أن يصير معيداً في كلية الآثار بجامعة الملك سعود هذه الكلية المهمة التي تعقد شراكات وتعاون كبير في مجالها سواء مع هيئة السياحة والآثار أو مع جامعات عالمية في مجال دراسة وحماية آثار المملكة.. شكراً لك باسل وأعتز بانتمائك الوطني وحسك العالي وجهدك الملحوظ خلال ملتقى الجمعية السعودية للدراسات الأثرية مؤخراً وما سهلت للإعلاميين والحضور الكثير.

علي الفحل.. جهودك في التوفيق بين الثقافة السودانية والسعودية مميزة عبر منتداكم الثقافي بالرياض.. وفقك الله ومثقفي وشعراء وشاعرات السودان.

القراء الكرام.. أقدر تفاعلكم مع مقالاتي وردودكم سواء عبر موقع صحيفة الجزيرة أو التي تردني عبر إيميلي وانتظر آراءكم على الدوام.

لأحمد مهجع:

تصدقت على شجون الوتر

ونسخت من حياتي جزاءات الآخرين

وأطعمت النظرة لقمة العيش

وأمطرت اعوجاج الضلع معاني الاستقامة

وهي..

معوجة في صدري ولكن باتجاه قلبي.