|
إعداد : عبدالمحسن المطيري :
الملاحظ دائما في نوعية الأفلام التي يتم تصوير جزء كبير من مشاهدها في مكان الواحد هو قيمة الإثارة التي تتسم بها وهو أسلوب يحتاج الى التحدي والقوة في التصعيد والإثارة على مستوى النص والكتابة أيضا يحتاج إلى تمثيل جبار من الممثلين يجعلهم لا يخسرون الجمهور في النصف الأول من الفيلم.
وربما ليس من المناسب أن يكون فيلماً يتم تصوير جزء كبير منه في مكان واحد ويندرج تحت تصنيفات أخرى غير الإثارة وأبرز مثال على ذلك فيلم كيفن سبايسي و داني دي فيتو The Big Kahuna وعلى العكس نجد أن أفلام المكان الواحد والتي تكون السمة الرئيسية في موضوعاتها فيها من الإثارة ما يكفي لجذب الجماهير تنجح على مستوى كبير مثل أفلام «كبينة الهاتف Phone Booth» و «12 عشر رجل غاضب 12 Angry Men» مع فيلم المخرج الكبير الفرد هيتشكوك Rope.
هذا الموسم يقدم المخرج البريطاني داني بويل درساً مهماً في تقديم الإثارة السايكلوجية في صناعة ممتازة فيلم فيلمه المثير «127 ساعة « حيث يقدم في مكان واحد لأكثر من ثمانين في المائة من أحداث الفيلم قصة المغامر الشهير «آرون رولسون» عندما علق يده اليسرى تحت أنقاض صخرة صخمة في مكان بعيد عن المدينة ما جعله يعيش وضعاً صعباً لمدة قاربت الخمسة أيام، نعيش معاً أحداثاً درامية مؤلمة عندما نشاهد كيف يتناقص الأمل لدى ذلك المغامر مع مرور الوقت، وكيف يسير شريط حياته أمامه وهو يواجه الموت ببطء شديد، الأسلوب الذي أنتجه المخرج داني بويل كان عنيفاً وقاسياً على المشاهدين، حيث قدم واقعية مؤلمة لشخص يواجه الموت ولا يجد من ينقذه في انتظار القدر أن يتدخل في أي لحظة لينقذ ما يمكن إنقاذه ، الفيلم يقدم نفسه كواحد من أفضل الإنتاجات لموسم 2010 ولم يتوقف الأمر عند النص المذهل المعتني كثيراً بشخصياته ولا حتى الإخراج المتميز من البريطاني الطليعي داني بويل أو الأداء المذهل الذي قدمه الممثل جيمس فرانكو، بل تميز الفيلم أيضاً بمونتاج ضخم نفذه الحرفي المبدع «جون هاريس» صاحب اللمسات المونتاجية الرائعة في فيلم Snatch، ولا ننسى كاميرا المتألق «انريكيا جيدياك» مع الساحر دائماً آنتوني دادمانل صاحب التصوير المذهل في فيلم «مشرد المليوينر Slumdog Millionaire» ، بالإضافة لأفضلية الصوت وتحرير المؤثرات والموسيقى التصويرية، يملك الفيلم فرصاً جيدة لدخول سباق الأوسكار القادم لفئات أفضل فيلم وممثل رئيسي ومونتاج وتصوير.