الجزيرة - الرياض :
نفى الدكتور عبد الله بن محمد الجوعي مدير مشروع الأولمبياد الدولي بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع ( موهبة) نقل مهمة الإعداد والتأهيل للمشاركة في الأولمبياد الدولي خارج أروقة وزارة التربية،مشيرا الى أن مهمة التخطيط والإشراف والمادة العلمية أسندت إلى المؤسسة وهذا إجراء يصب في مصلحة الوزارة لأن المشروع بحاجة إلى خبرات متنوعة وطنية وأجنبية، ولسنا بدعا من الدول، فاستراليا - مثلا - قد أسندت مهمة التخطيط والإشراف إلى Australian Mathematics Trust وهي جهة مستقلة تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية لديهم، كذلك في بريطانيا ورومانيا والصين وغيرها، تشارك الجامعات في الإعداد والتدريب، وعلى الرغم من ذلك فإن عددا كبيرا من منسوبي وزارة التربية والتعليم يقومون بجهود جبارة في خدمة هذا المشروع الوطني.. وأردف الدكتور الجوعي: ربما أكون من الأشخاص الذين عايشوا مشروع مشاركة المملكة العربية السعودية في الأولمبياد منذ ولادته وقد كان ترتيبنا في ذيل القائمة، وهو أمر محزن بالفعل، إذ لا ينقص بلدنا عقول ولا إمكانات، ولا ينقصه تشجيع المسؤولين وحرصهم مبينا أن ما تحقق في المشاركة الأخيرة يعد نقلة نوعية بكل المقاييس، وقد شهد بذلك عمالقة الأولمبياد كرئيس مجلس أمناء المنافسة، ورئيس هيئة التحكيم،وبعض رؤساء الوفود ويكفي أن نعلم أن أسئلة الأولمبياد يعجز عن حلها كبار الرياضيين، ولم تتجاوز فترة تدريب طلابنا سنة واحدة،وقد تحقق حصول بعض الطلاب على ميداليات برونزية ورفع العلم السعودي أمام الملأ أضف إلى ذلك أن ثقافة الأولمبيادات غائبة عن مدارسنا وثقافتنا، مؤكدا ان كثيراً من الدول المتقدمة تدرب طلابها أكثر من ثماني سنوات، وفي تخطيطنا أن نبرز هذه الثقافة على مستوى مناطقنا ومحافظاتنا بل وقرانا الصغيرة.
وأشار الجوعي إلى أنه بلغة الأرقام تطور مستوى أداء الفريق السعودي عن أحسن درجة حصل عليها فيما مضى بنسبة 700% ومضى مدير مشروع الأولمبياد قائلا: أثبتت الدراسات أن نشر ثقافة الأولمبياد المدرسي والمحلي والوطني والإقليمي ثم الدولي من شأنها رفع كفاءة التعليم وتغيير أسلوب التلقين المتبع في تعليمنا إلى زرع مهارات التفكير وحل المشكلة وهو مقتضى كلمة الأولمبياد. والنقطة الأخرى أن التركيز على فئة محددة يكون في آخر أربعة أشهر لأن عدد أعضاء الفريق لا يجاوز 6 طلاب، كما أننا نسعى إلى اختيار الأمثل لتمثيل البلد، ومن المعلوم أن نسبة النوابغ والموهوبين محدودة في كل مجتمع. وأمر ثالث, وهو أن الاختبار الذي يقيس مستوى البلد العام في العلوم والرياضيات هو اختبار ال TIMSS ،أما اختبار الأولمبياد فيقيس قدرة البلد على اكتشاف النوابغ والموهوبين ورعايتهم ومن ثم إنتاج المعرفة، وليس استهلاكها فحسب.
وأبان الدكتور عبد الله أنه بدعم وتشجيع مسؤولي الوزارة والأمين العام لمؤسسة موهبة ونائبه والمشرف العام على المشروع، تم تذليل كثير من الصعوبات التي كانت تواجه مشروعا عملاقا كهذا ولعل من أهم أركان نجاح هذا المشروع وتحقيق نتائج مشرفة في المحافل الدولية التدريب الجاد المستمر بدءًا من مراحل مبكرة، ويتطلب ذلك شراكة حقيقية مع المعلمين والطلاب النابهين وأولياء أمورهم، وكذلك مديري المدارس والقائمين على إدارات التربية والتعليم، إضافة إلى آليات موضوعية للاختيار والترشيح، إضافة إلى توفير مادة علمية باللغة العربية تقدم المستويات العليا في التفكير لجميع المراحل, وأخيرا تأهيل مدربين محليين أكفاء ليقوموا بالدور المناط بهم.
وختم الجوعي قائلا: إن مستوى ذكاء الطالب السعودي، «يتفوق» على سواه متى ما أتيحت له بيئة مناسبة وتم تحفيزه إلى طلب العلم وهيئ له مناخ الإبداع.