في معرض الكتاب 2010م بفرانكفورت، حلَّ اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا، ضيف شرف في حفل الافتتاح، واستغرب البعض، لماذا اختارت اللجنة المنظمة للمعرض لاعب كرة قدم، ليكون الضيف الرئيس؟! لماذا لم يتم اختيار روائي أو شاعر أو قاص لهذا الحدث الثقافي الأشهر في ألمانيا، بل وفي العالم كله؟!
تخيلوا لو أن معرض الكتاب الدولي بالقاهرة استضاف اللاعب الجزائري كريم زياني ليكون ضيف شرف؟! أو حلَّ اللاعب السعودي ياسر القحطاني، كشخصية رئيسة لافتتاح معرض الكتاب الدولي بالشارقة؟! هل سيتم التعامل مع هذين الاختيارين بنفس البساطة التي تم التعامل من خلالها، باختيار مارادونا لمعرض كتاب فرانكفورت؟!
ولكي نعود إلى الهم الاجتماعي، فإن واحدة من أهم سلبيات مجتمعاتنا العربية، أنها حادة في الفصل بين الأشياء: الشاب الأصغر سناً، لا تتيحوا له أن يدلي بدلوه في مجلس الآباء، حتى ولو كانت ثقافته خارقة. لاعب كرة القدم، لا تثقوا به، فهو لعَّاب أيضاً في الحياة. المطرب، لا تتوقعوا أن يصلي الفجر، فهو مدمن سهر. المرأة، أعوذ بالله، لا تجعلوها تدلي بدلوها في أي أمر. حافظ القرآن والأكبر سناً، لا تدعوه يؤم الناس، إن لم يكن يرتدي ثوباً وغترة. سائق سيارة المرور، لا تجعلوه يدفع مخالفة. جندي الشرطة، لا تدخلوه التوقيف..
عموماً، متى ما تعلمنا كيف نفصل بين الأشياء، فسوف لن نستهجن دعوة اللاعب المصري، محمد أبو تريكة ليفتتح معرض الكتاب الدولي بالرياض.