القنبلة بدون الفولاذ لا تقتل.
الفولاذ لولا الصاعق لا يقتل.
الصاعق لولا الديناميت لا يقتل.
الديناميت لولا اليد التي تحمل القنبلة لا يقتل.
اليد لولا الرامي لا تقتل.
الرامي لولا تحريض العقل لا يقتل.
العقل لولا من ضلله لا يقتل.
إذن من ضلل العقل الذي حرض الرامي لكي يحمل بيده القنبلة ويلقيها على الناس هو القاتل.
(فكر القاتل) هو القاتل، لا هو؛ لأنه كان مجرد إنسان مسالم يعيش بين أهله ومجتمعه وأبناء وطنه شأنه شأن أي مخلوق أليف آخر ولكن وباء الضلال اختطفه من بين أهله وذويه ورسّخ في ذهنه كراهية الحياة وحب الموت فأصبح يكره أهله ومجتمعه ووطنه ويستعجل الموت لأنه قد (بُرمج) على أن السعادة ستأتيه إذا غادر هذه الحياة نحو الموت بالسرعة القصوى!!
لذلك يعمل فكر الضلال على إماتة عقل المضلل وقلبه عبر مغاسل الموتى والنزول إلى القبر حتى يستهين بالموت ثم بعد ذلك يصبح مجرد غلاف فولاذي لقنبلة بشرية محشوة بديناميت الضلال يستخدمها المضلل كيفما شاء لقتل من يشاء وحسبما يشاء.
تذكرت هذا كله وأنا أستدعي صورة قديمة لإرهابي كان يداعب طفله بقنبلة يدوية وكأنها لعبة مفرحة!! وذلك لكي يُعوِّده على صناعة الموت والتآلف مع الوسائل المؤدية إليه وقلت ساعتها يا إلهي يا لوحشية هذا الفكر الذي لا يرحم حتى الطفولة وقد تعاظمت دهشتي تلك بشكل مضاعف حينما سمعت مؤخراً أن هذا (الفكر الرهيب) قد تسلل إلى الأطفال الأيتام وفي أماكن رعايتهم الإنسانية التي تقوم بها الدولة وذلك لحشو أفكارهم بديناميت الكراهية ضد من يرعاهم فأي إجرام بعد هذا الإجرام الذي لم نسمع بمثيل له منذ كانت البشرية حتى اليوم فبأي عصر نحن؟ وأي مخلوقات هم؟