أنشئت هيئة الأمم المتحدة كما هو معلوم سنة 1945م على أثر انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها على ألمانيا واليابان وحلفائهما.

وهذه الهيئة هي بديل لعصبة الأمم المتحدة التي أنشئت سنة 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتضم هيئة الأمم المتحدة الحالية معظم دول العالم في الوقت الحاضر،

ومن مؤسساتها العاملة الجمعية العامة التي تتشكل من جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة، إلا أن قراراتها غير ملزمة وإنما هي مجرد توصيات للأطراف المعنية الأخذ بها أو تجاهلها.

ومن مؤسسات هيئة الأمم المتحدة أيضاً محكمة العدل الدولية التي ساهمت في حل كثير من المشاكل والنزاعات التي تنشأ بين الدول.

كما أن من مؤسسات هيئة الأمم المتحدة صندوق النقد الدولي الذي من مهامه دعم اقتصاد الدول الفقيرة أو الدول التي تعاني من ظروف معينة.

أما المؤسسة الحيوية في هيئة الأمم المتحدة فهي مجلس الأمن الدولي الذي تتسم قراراته بصفة ملزمة.

ويتألف مجلس الأمن الدولي من خمسة عشر عضواً منهم خمسة دائمون وهم ممثلو الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، أما الأعضاء الباقون فينتخبون من بقية أعضاء هيئة الأمم المتحدة لمدة سنتين.

وبالإضافة لصفة الديمومة التي يتمتع بها الخمسة الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، فقد تم منحهم أيضاً حق الاعتراض ( الفيتو ) على أي مشروع قرار يعرض على مجلس الأمن الدولي.

إن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ذكرنا بأنها تضم سائر أعضاء هيئة الأمم المتحدة من الدول الأعضاء بغض النظر عن حجم الدولة سواء كانت من الدول الكبرى أو دولة صغيرة تجتمع سنوياً في مقر هيئة الأمم المتحدة في ( نيويورك ) حسب ما أشرنا وذلك بموجب ما ورد في ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ويحضر هذا الاجتماع في الغالب كثير من رؤساء الدول لكونه أمرا اختياريا للرؤساء وليس إلزامياً، حيث يقوم الرؤساء الحاضرون بإلقاء الخطب التي تعبر عن وجهة نظر كل منهم حيال المشاكل التي تعانيها بلاده إذا كان الرئيس من رؤساء الدول المتوسطة أو الصغيرة أو المشاكل التي يعاني منها المجتمع الدولي إذا كان المتحدث أحد رؤساء الدول الكبرى.

هذا الاجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة يتكرر سنوياً، والخطب التي تلقى تتنوع كل سنة فهل أسهمت في حل مشاكل المجتمع الدولي ؟.

إن هيئة الأمم قامت على أساس التوافق بين الدول الأعضاء وهي جهاز مهم، وينبغي أن يكون للهيئة دور أكبر في معالجة القضايا الدولية، وأن يتم الحد من سيطرة الدول الكبرى عليها، فالهيئة وبقرار جماعي من أعضائها ينبغي أن تقوم بالتصدي للمشاكل الدولية ومعالجتها بالطرق السلمية إن أمكن وإلا بأساليب أخرى في حالة الاضطرار إلى ذلك، بدلاً من أن تقوم إحدى الدول الكبرى بأخذ الدور ومعالجة تلك المشاكل أو على الأقل المشكلات التي تتعلق بمصالحها، ونعتقد أن ذلك لن يتحقق إلا إذا أعادت هيئة الأمم المتحدة النظر في الأسلوب المعمول به حالياً فيما يتعلق بتوجهات الأعضاء ومن ذلك مثلاً:

- تقوية دور الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتكون من جميع أعضاء الهيئة وذلك برفع مستوى قراراتها من مجرد توصيات غير ملزمة إلى قرارات ملزمة في بعض الحالات الخاصة المتعلقة بأمن المجتمع الدولي، فمثلاً لو اتخذ مجلس الأمن قرارا بالحرب على إحدى الدول الأعضاء بسبب انتهاكها القانون الدولي فإن مثل هذا القرار الهام والحساس ينبغي ألا ينفرد به مجلس الأمن الدولي محدود العضوية بل ينبغي أن يكون للمجتمع الدولي ممثلاً في الجمعية العامة التي تضم كما سبق أن أشرنا جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة رأي في الموضوع وأن يكون هذا الرأي ملزماً وليس مجرد توصية.

- إعادة النظر في تشكيلة مجلس الأمن الدولي بأن يتم زيادة الأعضاء الدائمين الذين لهم حق الاعتراض من خمسة إلى أكثر من ذلك، فمعروف أن ألمانيا واليابان يطالبان منذ مدة بأن يكونا عضوين في مجلس الأمن الدولي، حسناً فليكن ذلك فهاتان الدولتان كبيرتان ولهما دور تاريخي واقتصادي في المجتمع الدولي، وإضافة لذلك ينبغي أن تمثل القوميات وأصحاب الديانات الكبيرة ومن ذلك أن يمثل المسلمون في مجلس الأمن الدولي بعضو دائم إذ يعتبر المسلمون أصحاب إحدى الديانات السماوية الثلاث في العالم بالإضافة لليهودية والمسيحية، كما أن المسلمين يشكلون أكثر من ربع سكان العالم، فيمكن مثلاً اختيار المملكة العربية السعودية باعتبارها منبع الإسلام وقبلة المسلمين عضواً دائماً في مجلس الأمن كممثل للمسلمين في العالم، أو باكستان باعتبارها من الدول النووية، أو مصر نظراً لتراثها الحضاري والتاريخي، وكذلك الهند ينبغي أن يكون لها ممثل في مجلس الأمن الدولي لوجود قومية كبيرة بها ولضخامة عدد سكانها.

وهناك بديل آخر وهو أن توزع العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي حسب القارات بالإضافة لممثلي الدول الكبرى بأن يكون لكل قارة عضو يمثلها في المجلس كل خمس سنوات مثلاً ثم يتم انتخاب من يمثل القارة من قبل الدول المنتمية لكل قارة ويكون له في المجلس جميع الحقوق التي يتمتع بها ممثلو الدول الكبرى كحق النقض ( الفيتو ) مثلاً.

Asunaidi@mcs.gov.sa