|
الجزيرة - حواس العايد :
أرجع خبير أسباب تدهور الوضع البيئي في المملكة إلى عدد من العوامل أهمها ما تقوم به الشركات من تجريف للتربة وهدم للتلال لاستغلالها في تنفيذ المشاريع إضافة إلى الاحتطاب الجائر، وقال أستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم الزراعية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد عارف ل»الجزيرة»: إن هذه العوامل وغيرها ساهمت في القضاء على الغطاء النباتي في المملكة وهو أحد أسباب هطول الأمطار الغزيرة وما تسببه من كوارث في بعض المناطق.
واستطرد قائلا: هناك تعديات كبيرة أثرت على الغطاء النباتي حيث يوجد قطع جائر للنباتات والأشجار سواء التي تصلح للتدفئة أو التي لا تصلح وبحسب الدراسات التي أجريت مؤخرا وجد أن معظم الأشجار بدأت تختفي واختفت معها العديد من الفوائد البيئية، وأوضح الدكتور عارف أن الحطابين يلجؤون لوسائل كفيلة بالقضاء على الأشجار واستحالة نموها مرة أخرى، لقيامهم باجتثاثها من جذورها باستخدام أدوات حديثة من مناشير وحبال وسلاسل مخصصة للاحتطاب، وباقتلاعها بواسطة السيارات من جذورها.
وأكد عارف أنه في حالة سقوط الأمطار نجدها وخلال نصف ساعة تغمر مدينة كما حدث في جدة ومحافظة الخرج قبل 4 سنوات والرياض العام الماضي وذلك لعدم وجود غطاء نباتي، مذكرا بأن الأمطار في السابق تهطل ولمده تزيد على أسبوع بصورة متواصلة ولم تحدث غرقا مؤكدا أن الغطاء النباتي هو الوحيد الذي يقف بقوة في وجه الماء بعكس الخرسانات!
وذكر أن مدينة الرياض في الوقت الحالي بحاجة ماسة إلى حزامين فأكثر بحكم التغيرات المناخية وزحف الرمال إلى المناطق السكنية إثر القضاء على بعض الأشجار الصحراوية ما يسمح بهبوب رياح مستمرة تزحف بالرمال خصوصا وان رياح بسيطة لا تتجاوز سرعتها 10 كلم تسبب مشكلة كبيرة جدا ويتكون الغبار.
وحمل عارف جزءاً من أسباب تدهور الوضع البيئي إلى الشركات المنفذة لعدد من المشاريع من خلال تجريفها للتربة بدون حسابات للآثار السلبية لذلك وإسهامها في تلويث البيئة بسبب المصانع التي أنشأتها بعيدا عن الاشتراطات البيئية، مما زاد نسب الإصابة بمرض الربو، وخصوصا في المناطق المتاخمة للمصانع، لذا يجب اخذ تعهدات على هذه الشركات بإعادة تأهيل تلك المناطق بعد انتهاء المشاريع.
وبين الدكتور عارف أن غابات المملكة الطبيعيّة تمثل نظاماً بيئيّاً فريداً ضمن المنطقة الجافة التي تضم المملكة وتتميّز بمناخ صحراوي بصفة عامّة وتعتبر غابات الوديان والروضات من البيئات النادرة وذات الأهمية العالية بما تتميز به من كثافة الغطاء الشجري حيث ساهم ذلك مع توفر الأمطار والمناخ الجيد والتربة المناسبة والمحافظة عليها في وجود أعلى معدلات تنوع إحيائي بري فيها، وفي الماضي كانت المرتفعات الجبلية الغربية ومناطق الروضات والأودية والسواحل تزدهر بغطاء نباتي فريد وجميل ولكن مع الأسف خلال التوسع في مجال التنمية الحضرية خاصة في المناطق الحساسة والغنية وحب الناس للاحتطاب واستخدامه كطريقة قديمة تقليدية بالرغم من توفر وسائل التدفئة الحديثة ساهم في القضاء عليها.
وطالب عارف بإنشاء مركز وطني لتشجيع زراعة الأشجار والاستفادة من فائض المياه الكبير وخصوصا مياه الحاير ومعالجتها ثنائيا» وزراعة الأشجار خصوصا تلك التي لا تؤكل، مشيرا إلى وجود أفضل نظام بيئي في العالم بالمملكة ولكنه لا يطبق ناصحا بتدريس القانون البيئي في المدارس والجامعات السعودية.
يذكر أن وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وجه مديريات الزارعة في كافة المناطق والمحافظات بضرورة تنفيذ توصيات اللجنة المشكلة من وزارة الداخلية والشؤون البلدية والقروية والزراعة والتجارة والصناعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ومن أهمها منع بيع الحطب والفحم المحلي استناداً إلى المادة الثالثة عشرة من نظام المراعي والغابات الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 247 وتاريخ 4-9-1425 والمتوج بالمرسوم الملكي الكريم رقم م-55 وتاريخ 29-10-1425هـ التي تنص على حظر الإضرار بالأشجار والشجيرات النامية في أراضي المراعي والغابات بينما لا تزال السيارات في جميع مناطق المملكة محملة بالحطب وتقف بجانب الطرق الرئيسية تحت أعين المسؤولين والمواطنين.