تم بحمد الله يوم الثلاثاء الماضي تأسيس الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية بمجهود مبارك من كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بعميدها الدكتور/ خالد آل عبدالرحمن ومجموعة من الفضلاء والمهتمين بهذا الموضوع الذين لهم الفضل الكبير بعد الله - عزَّ وجلَّ - في أن يرى هذا المشروع النور وكان الاجتماعُ موفقاً والحضور ممتازاً خلقَ انطباعاً جيداً لدى الجميع وإن كان ما ذُكر من أهداف هذه الجمعية هو بشكل عام للبحث العلمي والمشورة ولكن هناك ملاحظات مهمة أرى شخصياً أنه من المناسب الالتفات إليها في مسيرة الجمعية وهذا يعطيها نوعاً من القوة التي وإن كان منْشَؤها في جامعة عريقة وعزيزة على الجميع ولكن حتى يكون لهذه الجمعية انتشار واسع وقبول لدى جميع فئات المجتمع الإسلامي ولكي يحدث التعاون من جميع المذاهب والطوائف الإسلامية والاستئناس بأرائها لأنه في الغالب وحسب علمي أن الاختلافات المذهبية تقل كثيراً في مثل هذه المسائل بل إن المسلمين وغير المسلمين وخاصة من أهل الكتاب يتفقون في كثير من الآراء التي لها علاقة بالطب وممارسته وأخلاقياته، فمنبعها من هذه الجامعة المباركة يجعل التحكم في المسار المقبول إسلامياً هو المسيطر ولكن المجال مفتوح لجميع المسلمين للمشاركة بأبحاثهم وآرائهم فمصدر التشريع والدليل هو المقياس الحقيقي للرفض والقبول ويبقى الاجتهاد نظرة شخصية إنسانية ربما تصيب أو أن تخطئ أما الملاحظة الثانية ألا يكون ما تراه الجمعية وأعضاؤها إلزاماً شرعياً يحكم به القاضي وإنما القاضي يستأنس بهذا الرأي فهو في الأول والأخير من فوضه الشرع بإصدار القرار القضائي الملزم.
أما الملاحظة الثالثة فمن خلال تجربتي الشخصية من لقاءات سابقة تناقش الجمع بين الفقه والطب ينحى بعض الباحثين إلى النزعة المتشددة في الأحكام ويسقط الدليل بطريقة تجعل العقل حيران في قبول ما ذهب إليه من حكم وقد راجعت الكثير والكثير من الكتب الفقهية الطبية فرأيت فيها شطحاً كبيراً لا يتفق مع مبادئ العقل التحليلي البسيط وعند مناقشة بعض الكتاب نجد الحدة في الرد الذي لا يتفق مع من هم أكبر منهم علماً وسناً من العلماء لذا على الجمعية الموقرة التركيز والصرامة في جعل الجميع ممن يدلون بأرائهم وتسمع لهم الجمعية يلتزمون بمنهج الحوار والنقاش العلمي والاستماع للرأي والرأي الآخر لنخرج بنتيجة مقبولة للجميع وفقهم الله وأسعدنا بنتائج أعمالهم.
