يتجه إقليم أمريكا اللاتينية بدوله الاثنتي عشرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بالحدود التي كانت عليها فلسطين عشية حرب حزيران عام 1967؛ فدوله بدأت في إعلان اعترافاتها بالدولة المرتقبة، فإذا استثنينا فنزويلا وكوبا الدولتين اللتين لهما علاقات متميزة مع الدول العربية ومع الكفاح الفلسطيني بشكل تقليدي فإن الدول العشر المتبقية بقيادة البرازيل استهلت التوجه اللاتيني الجديد، الذي يُعدّ ترجمة للعلاقات العربية اللاتينية التي وضعت استراتيجيتها القمة العربية اللاتينية، وتوافقت مع التوجه الاستقلالي الذي تجسده القيادات السياسية اللاتينية، والذي ترجمته الرئاسة البرازيلية التي تعمل على تعزيز قوتها بوصفها دولة ناشئة وتعظيم دورها على الساحة الدولية، كما أن قرار البرازيل، التي تبعتها الأرجنتين ثم الدول الأخرى التي تعاقبت حتى توشك حلقة الدول الاثنتي عشرة على الاكتمال، يُعدّ استجابة لسياسة إقليمية لتعزيز التعددية التي تسير عليها دول إقليم أمريكا اللاتينية، الذي يحتفظ أغلب دوله بعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي يُعتبر الإقليم اللاتيني حديقتها الخلفية لسياستها الدولية، وهي التي لا تريد لأي دولة أن تشاركها في تحديد مصير الدولة الفلسطينية، إلا أن دول الإقليم اللاتيني تعتبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يتعارض مع القانون الدولي؛ لأنه مبني على قرارات الأمم المتحدة، ولا يهدف إلى توليد صراعات مع دول أخرى.
هذا الموقف الذي تسير عليه دول الإقليم اللاتيني، والذي تعزز بإعلان شيلي، التي ستتبعها دول أوروغواي وباراغواي، سيُعطي قوة للجهود العربية والفلسطينية الساعية إلى جعل الدولة الفلسطينية حقيقة دولية لا تقبل الجدل، ويُحفّز الإدارة الأمريكية على حزم أمرها والسير دون التأثر بالضغط الصهيوني لترجمة خارطة الطريق الأمريكية بوجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب.
JAZPING: 9999