لا يزال البعض من المعلمين والمعلمات يكيلون بمكيالين في نظرتهم التربوية كآباء، فهم ينظرون إلى المدرسة أن أجواءها مختلفة عن ما يدور في البيت وإن كنت أتفق معهم في بعضه وأختلف معهم في البعض الآخر وخصوصاً فيما يتعلق في تجاهلهم لرسالتهم كآباء حيث يتم التعامل مع الطالب والطالبة من زاوية تنظرية ومطالبتهما بتطبيق الواجبات العملية التربوية بحذافيرها دون مراعاة للأجواء المحيطة بالطالب والطالبة داخل البيت؛ فمثلاً عندما يحدث قصور من الطالب أو الطالبة يقومون بمعاقبته بأن يطلب منهم واجب بيتي فيه نوع من التعجيز والتنفير لهما. وأذكر بهذه المناسبة موقفاً لإحدى المعلمات مع إحدى الطالبات رواه لي ولي أمر طالبة أن ابنته قصرت في عدم تفاعلها مع إحدى المواد الدراسية ما جعل المعلمة تطلب منها كتابة من واحد إلى ألف وهي طالبة في الصف الرابع الابتدائي هذا التصرف من المعلمة لا ينم عن حس تربوي ينعكس على تعديل سلوك الطالبة تجاه العملية التربوية بل سوف يكون له مردود عكسي وربما إحباط من الطالبة باعتبار أنه يوجد لديها واجبات أخرى مطلوبة منها ناهيك عن الكم الهائل من المعلومات والمتمثل في كثرة المواد الدراسية التي يحملها الطالب والطالبة ذهاباً وإياباً من خلال الحقيبة المدرسية التي أثقلتهما وربما تسببت في عاهة في جسمهما فلهذا لا بد من المعلمين والمعلمات الذين ينهجون هذا النهج في التعامل مع الطلاب والطالبات أن يتذكروا أنهم آباء ويعيشون هذه التصرفات من معلمين ومعلمات أمثالهم علاوة عن الوقت الذي لا يسمح لهم بالمراجعة مع أولادهم نتيجة لانشغالهم بمتطلبات العملية التربوية كذلك يجب على المعلمين والمعلمات أن يدركوا جيداً أن المدرسة في عصرنا الحاضر ينقصها الكثير حتى تكون مدرسة جاذبة عل غرار المدارس الأوروبية والأمريكية علماً بأن المدرسة الجاذبة على مستوى المملكة لم تطبق إلا في ثلاث مناطق وهي حائل والباحة وأبها وهي قيد التجربة وتهدف إلى توفير بيئة تعليمية جاذبة للمرحلة العمرية للتلميذ تلبي احتياجاته وتنمي مهاراته في ضوء سياسة التعليم ووفق مطالب العصر. ومن توجهات المدرسة الجاذبة التي تسعى لها وزارة التربية والتعليم أن يكون البرنامج الدراسي للمدرسة الجاذبة مختلفاً عنه في المدارس الرسمية فجعلت زمن الحصة 35 دقيقة وعدد الطلاب لا يزيد عن 25 طالباً بالإضافة إلى حصة نشاط يومية وخصصت فسحتين للطلاب يتخللها أنشطة رياضية واجتماعية هذه النظرة من وزارة التربية والتعليم تؤكد أن معظم مدارسنا ليست جاذبة وتطبيقها لهذه التجربة فإنما تسعى أن تجعل جميع مدارسنا جاذبة لطلابنا وطالباتنا مما يتطلب من المعلمين والمعلمات أن لا يبالغوا في تكليف الطالب والطالبة أكبر من طاقتهما وأن يجعلوا من المدرسة وأجوائها عامل جذب لا عامل تنفير ولاسيما في مراحل التعليم الأساسي.
مكتب التربية العربي لدول الخليج