من حسن حظ قارة آسيا أن تستضيف دولة بسمعة ومكانة وعالمية قطر أهم وأعرق وأشهر بطولاتها, ليس فقط بسبب خبراتها ونجاحاتها السابقة في استضافات إقليمية وقارية وعالمية، وإنما كذلك بتزامنها مع الإنجاز التاريخي وفوزها مؤخرا باستضافة مونديال 2022م, الأمر الذي نقلها إلى القمة وجعل منها حديث كل اللغات ومحط أنظار وإعجاب وتلهف العالم كل العالم..
قطر كما عرفتها تنفرد عن دول عديدة في شرق العالم وغربه وأوسطه بأنها جديرة بالمراهنة على ضمان نجاحها, بارعة في رسم الفرح وصياغة الاحتفاء, الإبهار ماركة مسجلة باسمها وحدها, الإتقان وفن الإدارة وقوة الإرادة هذه مجتمعة مع الكرم الحاتمي لقيادتها وشعبها نقلها بسرعة مذهلة وبلا مجاملة إلى مصاف الدول الحضارية المتقدمة, بالأمس كانت العاصمة الرياضية للقارة واليوم أصبحت وطن العالم..
إضافة إلى ما تقدم فيما يتعلق بإمكانات وتجهيزات واستعدادات وملاعب قطر فإنني أجزم ويجزم معي الكثيرون أن أمم آسيا الخامسة عشرة التي ستنطلق اليوم في الدوحة ستكون مختلفة تماما عن سابقاتها بالنسبة لنوعية وقوة وتاريخ المنتخبات المشاركة, ولأنها تأتي في توقيت انتشر فيه الاحتراف في كثير من دول آسيا, وسادت فيه لغة الاستثمار الرياضي, وانفتح فيه الفضاء ومعه زادت حدة المنافسة الإعلامية لدى قنوات رياضية متخصصة , مما يعني ارتفاع معدل المتابعة والعمل على جذب المشاهد وتلبية رغباته بطريقة تثري الأجواء الإعلامية, وتنعكس إيجابيا على الحضور الجماهيري وعلى شكل ومستوى وتنظيم البطولة بوجه عام..
اذا كانت قطر قد نجحت في احتضانها لبطولة أمم آسيا التاسعة قبل 22 عاما وحاز عليها للمرة الثانية على التوالي منتخبنا الوطني فهي في مطلع 2011م ستخوض تحديا من نوع آخر تثبت فيه أن فوزها في استضافة مونديال 2022 لم يأت من فراغ, وأنها كانت ومازالت الاختيار الأفضل دائما وأبدا لإقامة أرقى وأقوى البطولات.. بالتوفيق للأخضر وللأشقاء في قطر وبطولة ناجحة ومثيرة ومتميزة فنيا وجماهيريا وتنظيميا باذن الله..
الدوحة