نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 13957 في 9-1-1432هـ مناقشة بعض المفكرين والكتاب قضايا المرأة والعزل الذي تفرضه على نفسها، وتعليقا عليه أقول: إن المرأة في مجتمعنا مقيدة بالعادات والتقاليد وبالخطاب التراثي الموروث وبهيمنة الرجل وجبروته الذي يريدها أن تكون دائما تحت جناحه وسلطته وقطعة من أثاث بيته، يزيلها جانباً متى شاء ويضع مكانها قطعة جديدة، والشاهد على ذلك تعدد الزوجات غير المبرر والزواجات السرية المتعددة، والمرأة صامتة جامدة لا تغير من الواقع شيئا، وهذا مغاير لتعاليم ديننا الحنيف الذي كرمها واستمع لشكواها ومجادلتها ومحاورتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها، وفي العهد النبوي والخلفاء الراشدين وعهود السلف الصالح كانت المرأة المسلمة تمارس كامل حقوقها وتشارك الرجل في كل مناحي ومناشط الحياة تتعلم وتعلم وتنقد وتناقش وتبدي رأيها ومشورتها ويؤخذ ذلك فيها وتعمل بالتجارة والزراعة وفي التمريض و كل الأعمال المباحة ولا أحد ينكر عليها ولا يقطع رزقها كما يحصل اليوم، وتركب جملها ودابتها وتسافر وتتنقل وتحج وتعتمر ولا أحد ينكر عليها وتمنع من ذلك مثلما منعت من قيادة سيارتها اليوم، ويسمح لها بالعمل في أي وظيفة من وظائف الدولة، وكانت تفتح بيتها وتستقبل ضيوفها وضعفاء قومها وتطالب بحقوقها وحقوق أخواتها وتمارس الجري والرياضة ولا أحد يعترض على ذلك لأنه حق من حقوقها الخاصة المرتبط بصحتها وعافيتها بإذن الله، وكانت تلبس كل لباس يحقق حشمتها وسترها، ولا يفرض عليها لباسا خاصا وكيفية لبسه كما هو واقع اليوم.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط - ص.ب 39