لقد سعدت بحضور فعاليات المؤتمر العالمي عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية والذي انطلق في رحاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مبرزاً جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية واستمر ثلاثة أيام وشارك فيه عدد كبير من الباحثين والعلماء والأدباء والإعلاميين وقد جاءت البحوث مغطية محاورا لمؤتمر السبعة وهي جهود المملكة في خدمة التضامن الإسلامي وجهود المملكة في خدمة قضايا المسلمين في العالم وفي دعم المنظمات والجمعيات والجامعات والقضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام وتعليم أبناء المسلمين والمساعدات المالية للشعوب العربية والإسلامية ولقد تميزت بحوث المؤتمر بالعمق والشمول.
والجامعة الإسلامية بهذه الروح وبهذه المنهجية تتفاعل مع أحداث العالم وتطوراته وتبرز أن الإسلام دين محبة وتسامح وعدالة ووسطية واستيعاب للتنوع الثقافي - لقد قام المؤتمر برصد وتوثيق الدور الريادي الذي تميزت به المملكة وإبراز مكانتها لدى الشعوب الإسلامية وتكوين صورة متكاملة عن أبعاد هذه الجهود الخيرية ومن خلال جملة من المبادرات التي وصلت إلى كل مكان في العالم حيث قدمت نموذجاً حياً فاعلاً على مدى السنين في خدمة القضايا الإسلامية وتقديم الدعم المادي والإغاثي والخيري والدعوي وكذا الجهود العلمية والثقافية ورصد ذلك رصداً توثيقياً وتاريخياً مع عرض بعض التسجيلات الوثائقية، ولقد درجت المملكة منذ آماد طويلة على خدمة القضايا الإسلامية في العالم ومناصرتها واستمرار عطائها المقدم ويتسع مجاله في أنحاء العالم بشتى الوسائل والأساليب، إن الجامعة الإسلامية تستحق الشكر من الباحثين والمواطنين وأن نهنئ معالي مديرها الأستاذ الدكتور محمد العقلا على هذه الخطوات الحضارية الرائدة التي تسير فيها الجامعة نحو مزيد من التألق والعطاء والانفتاح وهذا يجعل مسؤوليتها كبيرة حيث ترتفع مكانتها على جميع الأصعدة بحيث أصبحت مصدر إشعاع وتنوير ونشاط علمي مميز وإثراء للفكر الإسلامي ومواكبة العصر ولقد جاءت ندواتها وملتقياتها مفعمة بروح العلم واستيعاب كافة المتغيرات الجديدة وحافلة بالأبحاث والدراسات ذات الآفاق الواسعة... حقاً لقد كان المؤتمر حافلاً بحضور شخصيات علمية وثقافية كبيرة من الدعاة والمفكرين والإعلاميين من خمسة وثلاثين بلداً أثروا المؤتمر ببحوثهم العلمية ورؤاهم الفكرية.
لقد كان المؤتمر مناسبة تاريخية اجتمع فيها صفوة طيبة وتوثيق للتاريخ لبعض ما قامت به المملكة من جهود في خدمة الحرمين الشريفين والقضايا الإسلامية وخدمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبناء المساجد والمراكز العلمية والأكاديمية وخدمة التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي وحجم الجهود المبذولة لخدمة العالم الإسلامي ونصرة قضاياه العادلة والوقوف إلى جانبه في مآسيه وأفراحه.
فتحية تقدير للجامعة الإسلامية ولمديرها على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر العالمي وهذا نموذج بارز للجامعة على أداء رسالتها نحو العلم والبحث والمجتمع، حيث أصبحت مركزاً عالمياً تنعقد فيها المؤتمرات العلمية وإثراء الفكر الإسلامي وتصحيح المفاهيم وتقديم صورة مثالية عن الفكر الإسلاميي والله نسأل أن يجعل عملها مباركاً وجهدها متوجاً بالتوفيق والنجاح حقق الله الآمال.