|
القاهرة - سجى عارف
استضافت دار الأوبرا المصرية السفير هشام محيي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة في الصالون الثقافي، حيث يناقش واحدة من أهم العلاقات وأقواها بين دول العالم وهي قضية مستقبل العلاقات المصرية -السعودية. وقد حضر اللقاء العديد من رواد الفكر والثقافة أبرزهم الوزير المصري هاني هلال وزير التعليم العالي والملحق الثقافي السعودي محمد العقيل والملحق العسكري السعودي خالد العقلا، إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة السعودية.وقد أدار الأستاذ أسامة هيكل المحاضرة حيث ابتدأها بمقدمة نموذجية حملت في طياتها الكثير من إنجازات السفير السعودي من خلال سيرته الحافلة والملهمة لرواد الفكر والسياسة، وقد بدأ معالي السفير حديثه معترضا على الحادث المؤلم الذي ألم بالشعب المصري في الإسكندرية أثناء أداء عباداتهم، فوجه أسفه إلى فخامة الرئيس والشعب المصري بجميع أطيافه وأديانه وان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تشاطر مصر هذه الأحزان وتساندها، داعية الله تعالى أن يرفع عن مصر مصابها وان تكون آخر الأحزان وان الصحافة السعودية تثبت اهتمام المملكة بهذه الحادثة المؤسفة.
وعن العلاقات المصرية - السعودية قال السفير: لو أنني أردت الحديث عن العلاقة بين مصر والمملكة بشكل نمطي لقلت لكم واني صادق فيما أقول انها مميزة على كل المستويات بدءا من القيادات العليا وعلى مستوى الوزراء وعلى مستوى الشعب السعودي فردا فرد، فأنا يمر بي في السفارة أعداد كبيرة من الشعب السعودي والمصري ذوي العلاقة النسبية والمصاهرة العائلية الكثير، ولذلك لا يحتاج القول ان العلاقة بين مصر والسعودية علاقة مميزة قائمة على الحب والاحترام المتبادل والمصلحة القومية بين الشعبين، إضافة إلى أن هناك استثمارات كبيرة في السعودية لمستثمرين مصريين واستثمارات ضخمة أيضاً في مصر من قبل السعوديين وهناك في المملكة العربية السعودية أكثر من مليون وأربعمائة ألف مصري يعملون وبعضهم قد عاش في المملكة سنين طويلة حتى أصبح جزءا منها ومن كيانها، وهنا في مصر الآن حوالي أربعمائة ألف سعودي يعيشون بشكل دائم في مصر وهؤلاء هم الذين تعلموا في جامعات مصر ولهم صلة قوية بها فلهم أساتذة في الجامعات ولهم صلة رحم هنا أيضاً ويعيشون مستمتعين بتواصلهم مع إخوانهم من المصريين، ناهيك عن انه يزور مصر حوالي أربعمائة ألف سعودي كل صيف لقضاء عطلتهم الصيفية في مصر وأكثر من ستمائة ألف معتمر ومعتمرة من مصر كل عام يتوجهون لأداء فريضة الحج في المملكة والعديد من الأمور التي تربط شعب المملكة بشعب مصر كالاستثمارات والزراعة والتعليم والتجارة وعلاقة النسب والرحم. إذن ألا يكفي هذا للدلالة على أن الصلة ليست فقط على مستوى العقول لكن على المستوى الفردي بين مصر والمملكة وأريد أن أصل بقولي هذا إلى ان تلك العلاقة بين مصر والمملكة ضرورة تحتمها العلاقة الدولية وانه كلما قويت العلاقة بين مصر والمملكة ازدادت المنطقة العربية وازدادت بلدانا أمنا واستقرارا ونموا.ومن القضايا التي تحدث عنها ناظر الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدم تدخل الدول في شؤون الدول الأخرى وأن هذه القضايا جاءت بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن فشلت العلاقات التي خلقت بعد الحرب العالمية الأولى وان المنطقة العربية بها العديد من الدول النامية التي ما زالت مؤسساتها بحاجة إلى التنمية والى المزيد من التعليم في جميع المرافق وإعادة صحية لها أيضاً، وان على مصر والمملكة التعاون والتكاتف لحماية أنفسهما وحماية الأمة وحماية أفرادها حيث إن الآن لا يوجد أمان لأي بلد في المنطقة ما لم نتحد كدول وما لم نعلم أولا بما يحيط بنا لذا يتحتم علينا التكتل والتعاون، لأننا لن نستطيع أن نقاوم ولن نستطيع العيش بشكل فردي لنحمي أنفسنا وبلادنا من الغزو الذي يواجهنا. كما استطرق معالي السفير عن بعض القضايا التي واجهت مصر والمملكة والعديد من الدول في العالم كالإرهاب ومحاولة تفهم هذا الوضع ومحاولة التأقلم لإيجاد حلول لها .. وقد استقبل معاليه العديد من الأسئلة من قبل الحاضرين ليجيب عنها وتضمنت أمن واستقرار البحر الأحمر من موجات القرصنة المحيطة به وطرق التعاون بين البلدين لحمايته وحماية دولتيهما، ومؤكداً أنه يوجد ترتيبات مطروحة لمحاربة القرصنة في البحر الأحمر بين البلدين وان المملكة قد نجحت بعلاج الإرهاب عبره. وفي سؤال لـ(الجزيرة) تمركز حول الاتفاقيات الخمس التي وقعتها الدول العربية والمملكة بشأن الإرهاب والجريمة المنظمة قال: إن المملكة استطاعت أن تحول العديد وليس الجميع من إرهابيين إلى مواطنين محافظين على بلادهم وأمنها واستقرارها، بل إنها قامت بإعادة أحياء الروح الوطنية بداخلهم وأمنت لهم الحياة التي تعينهم على مواجه مصائبها ونكباتها وان هذه الاتفاقيات التي وقعت تأتي لحماية أمن المنطقة العربية واستقرارها. ومجيبا عن سؤال حول نظام الكفيل في المملكة قال: كم من المرات وأنا أقول إنه لا يوجد نظام في المملكة اسمه نظام الكفيل وإنما الذي يحدث هو أن العقد الذي يكتب بين صاحب العمل والشخص المطلوب يوضع به شروط معينة وعلى الجانبين الاتفاق عليها، بل إن هناك العديد من الأمور والقوانين التي تحمي حقوق المواطن والعامل في آن معا.وفي سؤال عن التعاون الاقتصادي بين مصر والمملكة وفكرة الجسر العربي التي طرحت منذ سنوات أوضح: أنه لا يوجد ما يثبت وجود مثل هذا الجسر حتى إنه لم ينفذ وان التعاون الاقتصادي بين الدولتين كبير ومن شانه إحداث تغيير فيهما.وفيما يخص المجال الثقافي أعرب معالي السفير أن التعاون العلمي والثقافي بين مصر والمملكة كبير جدا لحد أن البلدين قد تضامنوا علميا وثقافيا عبر المهرجانات والاحتفالات التي تقيمها كلتا الدولتين حيث تستضيف نخبة من القمم الموجودة بهما.وعن مشكلات بعض المصريين في المملكة الذين يتعرضون للسجن وصدور أحكام قضائية في حقهم صرح بأن المملكة ومصر اتفقتا على تبادل المساجين في كلا البلدين، حيث تأخذ كل بلد سجينها ليطبق أحكامه في بلده وقال مستفهما: ان من مليون وأربعمائة ألف مصري مقيم بالمملكة كم منهم عليه أحكام قضائية؟ مائة مثلا؟.