من الأخبار الاقتصادية التي نشرت أمس عبر وكالات الأنباء، وتداولتها الصحف خبر بيع السمكة الأكثر وزناً في العالم وهي من فصيلة التونة بأعلى ثمن، إذ تزن 342 كغ، بمبلغ 32.5 مليون ين ياباني، أي بما يعادل 396 ألف دولار أمريكي.., والسمكة ذات زعانف زرقاء كما يقول الخبر، وتعرض الصور، وقد كانت الحدث الأكثر أهمية في أكبر سوق في العالم لمزادات بيع الأسماك في اليابان، في مدينة طوكيو،...
والسمكة هي من نزلاء مياه جزيرة هوكايدو شمال اليابان، حيث غرر بها، واعتقلها الإنسان كما اعتاد ذلك، فباعها بملغ بأعلى مقاييس...
البحر والنهر من معطيات الله تعالى للإنسان، فعلى فلكه يبحرون، ومن طعامه يأكلون..
وهو المصدر الحلال في كل الأحوال..
الخبر لا يختلف عن غيره مما تنقله لنا الوسائط، عن مزايدات الإنسان بثروات الطبيعية المتاحة له، كما يفعل بمنجزاته من الإبداعات المختلفة في الفنون، والعملات، والتصاميم الفنية، والقصور المشيدة بمبتكراته الهندسية، إلى جانب مزايداته بما سخر الله له من بهائم الأنعام،..
فكما تجود البحار والجزر والأنهار في أرض الله الشاسعة لساكنيها بمواردها، وثرواتها الطبيعية، تجود بعوافيها في صحرائها من المواشي والخيول، والإبل، والطير..
فالإنسان يستغل الطبيعة لمزيد من رفاهة، وعلو قدمه المالي، وتوسيع خطوات نمائه وثرائه، ولا يخفق لهذه التطلعات خياله أبدا..
ومهما كان لسمكة التونة الزرقاء الجميلة من مصير، فهي تبادل بين الإنسان والإنسان على مصالحه، مهما جرت منافذها في اتجاهاتها...
الطريف ما عقب به جملة من قراء الخبر، فبعضهم قارن فجعلها من مزاين السمك، أسوة بمزاين الإبل..
وبعضهم ظن جنوناً في المشتري...
وبعضهم قارن ثمن السمكة بثمن الإنسان..
وبعضهم أسند هذا المزاد لعت لحق بالعقول...
وفي النهاية، ربما كل واحد من هؤلاء سيجلس يوماً إلى مائدته، ويقدم له جزء من السمكة الثمينة الجميلة، التي سيتسقر لحمها في جوفه... دون أن يعلم...، لكنه بالتأكيد سيكون واحداً ممن سيعيد تكوين ثمن شرائها، ويعيده لخزينة المشتري. وتذهب السمكة وحدها دون مقابل يعنيها. فهذه لعبة الإنسان الذكي الذي لا يخسر أبداً.