|
جدة - صلاح الشريف:
فن الجرافيك أحد الفنون التشكيلية ذات الانتشار الواسع التقينا بأحد الشباب المهتمين بهذا الفن الفنان سلطان إدريس الناصر الذي أحب هذا الفن ودرسه دراسة أكاديمية حتى يتمكن من تفاصيله، وعن هذا الفن قال: فن الجرافيك، هو أحد فروع شجرة الفنون التشكيلية، وهو فن واسع الانتشار، سواء على مستوى إشباع الذائقة الفنية، أو على المستوى العملي، من حيث استخدامه في العديد من المجالات، وقبل أن نخوض فيها، نشير إلى أن كلمة الجرافيك (Graphic) وفقا للقواميس الفنية المتخصصة، هي كلمة أجنبية، مشتقة من الأصل اللاتيني لكلمة جرافوس (Graphus)، وتعني ضمن المعاني التي تشملها، أي خط مرسوم أو منسوخ أو مكتوب، فاستخدمت الكلمة في اللغات الأوروبية للدلالة على أي رسم بخط منسوخ، وأصبح هذا المعنى هو المتداول عالميا لمعنى كلمة جرافيك. وهذا الفن له جذوره الضاربة في التاريخ بشكل ما، منذ أن درج البشر على حفر الأشكال ثم ضغطها على الطين الليّن، ويعد الصينيون هم أول من اقترب من طبيعة هذا الفن، من خلال اختراع الطباعة بالقوالب، فقد كانوا يخرطون الحروف والتصاوير على قوالب خشبية، ثم يقومون بتحبير أجزائها البارزة، ثم ينقلون الحبر على الورق، وكذلك تصميم الزخارف الخاصة بطباعة الأقمشة، ولم يتم الوصول إلى الطباعة على الورق إلا في منتصف القرن الخامس عشر، وفي ألمانيا على الأرجح، واكتشف الأوروبيون الطباعة بالقوالب الخشبية، وأقدم نسخة مطبوعة من قالب خشبي، كانت صورة « سانت كريستوفر « وطُبعت في عام 1423م، وفي حوالي ذلك الوقت بدأ الأوروبيون في إنتاج الكتب المطبوعة بطريقة القوالب، وهي مجلدات تضم رسومًا مطبوعة. وفي تلك الأثناء بدأ عصر النهضة يجتاح أوروبا، وبازدياد الرغبة في المعرفة ازدادت الحاجة إلى الكتب، ولم يكن بمقدور النسخ اليدوي وطباعة القوالب الخشبية أن يفيا بالطلب المتزايد على الكتب، ثم جاء حل المشكلة عن طريق الحروف المتحركة، عندما طوّر جوهانس جوتنبرج ومعاونوه في ألمانيا، حوالي عام 1440م الطباعة بالحروف المتحركة. وبدأت الطباعة كما نعرفها اليوم، منذ حوالي 500 عام فقط، قبل ذلك كان كل شيء مقروء ينسخ بخط اليد، أو يحفر ويطبع باليد من قوالب خشبية، ثم تم التوسع في مفهوم هذا الفن، في وقتنا المعاصر، وأصبحت له تسميات عدة، ولا سيما في الكليات والمعاهد الفنية المتخصصة، فبالإضافة لفن الجرافيك، يسمى أيضا الفن المطبوع، وفن الحفر، وكذلك فن التصميم،
ولهذا الفن، المتعدد الأساليب والأنواع، خصائصه التي تميزه عن غيره من الفنون التشكيلية، في الإخراج النهائي للعمل الفني، فلوحة الجرافيك تتميز بقيم جمالية فنية، من الصعب أن نجد لها مثيلا في الأعمال التشكيلية الأخرى، ومنها أن الفنان يستطيع أن يحقق الملامس المتعددة التي تعطي تأثيرات مختلفة، كما أن الأعماق والبروزات في فن الجرافيك تساعده كثيرا في القدرة على التعبير بشكل أكبر عن تصوراته. وقد استخدمت فن (الكولاج) وتكرار الصور لإظهار أصحاب الفضيلة المقرئين بأسلوب مختلف تماماً عن ما تعود المجتمع رؤيتهم به، وحتى في استخدام الألوان تعمدت استخدام الألوان الصارخة وابتعدت تماما عن الألوان الداكنة والقاتمة التي عادة تستخدم لإضافة الروحانية الدينية في المواضيع الفنية. واستخدام «الجرافيك» في الخط العربي كنوع من التغيير عن استخدام الخط كلوحة فنية فالخط هنا كان عنصر من عناصر اللوحة ليست اللوحة كلها وقد استخدمت خط حديث يرمز للتطور والحضارة العربية الحديثة مبتعداً عن الخطوط التقليدية في مثل هذه المواضيع. في بعض الأحيان يكون النظر إلى الشيء عن بعد يعطي الشخص التصور الكامل فبالتالي تكون قراءته أوضح، كما أن الاندماج في الشيء يمكن الشخص من تحسس تفاصيله.
فأنا عندما ابتعدت عن بلدي فترة دراستي في أمريكا استطعت أن أرى الصورة الكاملة لمجتمعي بغناه التراثي. لذا آثرت بعد رجوعي أن ألقي الضوء على هذا التراث.
وكما أنه كان تعطش الشعب الأمريكي للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية كبير العادة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فساهم ذلك في تقبلهم لأسلوب الفن المختلط الذي يجمع بين ثقافة الشرق بأسلوب الغرب وذلك نفس الأسلوب الذي اتبعه في لوحاته.
ومن فوائد هذا الفن أنك تستفيد منه في التصميم وبخاصة في الإعلانات وغيرها.