بادئ ذي بدء، أشكر الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ممثلة في فرع منطقة الرياض، وفي شخص رئيسها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الشثري، على تنظيمهم هذا الملتقى المهم (الشراكة في تعزيز القيم)، والذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أمير منطقة الرياض - حفظه الله-.
وإن إيجاد الآليات المناسبة لتعزيز القيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة في هذا الوقت، أصبح مطلباً ملحاً في المجتمع، ولاسيما مع تفشي ظواهر دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية في المنزل، والعمل، بين الشباب والشابات، وبين النساء والرجال، فنحن بحاجة إلى تعزيز مفهوم القيم الأخلاقية في بناء الأسرة، وصلة الرحم، التي هي نواة المجتمع وأساسه، وتعزيز القيم في التعاون البناء بين أفراد المجتمع بتحمل المسؤولية من الجميع، انطلاقاً من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، عز من قائل سبحانه: ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?، وتأكيد أهمية الأخلاق في حياتنا حينما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وقوله: (أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً).
وتبني الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمبادرة لهذا الملتقى، امتثال لواجب على الجميع، فلابد من التعاون والتواصل بين المؤسسات الحكومية والأهلية في الدعوة إلى القيم والأخلاق، وتوظيفها داخل عناصر المجتمع، ومؤسساته، وتعزيز ذلك بالدورات والحملات الإعلامية، وغرسها لدى الناشئة في برامج التعليم، ولدى الشباب في الجامعات والمنتديات الرياضية، وتوظيف الإعلام التوظيف الأمثل، ولابد أن تكون البرامج وفق خطط مدروسة ومبنية على دراسات ميدانية في النظر إلى أحوال المجتمع، ومتغيراته، والمؤثرات على سلوك المجتمع، وعلاقاته، فالأخلاق والقيم هما الأساس الذي تقوم عليه الأمم.. كما قال الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ومجتمعنا - ولله الحمد - بما لديه من عقيدة صافية، وموروث اجتماعي جيد، حري به أن يحافظ على هذا التوازن الأخلاقي، مع عدم التفريط بالتفاؤل، والأخذ بالحذر من المتغيرات العالمية التي جعلت العالم قرية صغيرة بتأثير أدناها بأدناها في سويعات قليلة، وأن نحافظ على تعاليم ديننا الحنيف، ففيه غنية عن ما لدى الآخرين، وأن نتمسك بتعاليمه، ولا نحيد عنه، يقول الله تعالى: ?إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ?.
وإذا كانت الهيئة قد قامت بجهودها في عقد هذا الملتقى، فإننا نهيب بكافة القطاعات بالعمل على الاضطلاع بدورها في تعزيز قيمنا الإسلامية، وعدم الانسلاخ منها، والتأكيد على المحاضن التربوية والرياضية والإعلامية.
خاتمة: من شجرة واحدة نستطيع أن تصنع الملايين من أعواد الكبريت، وبعود كبريت يمكن أن تحرق جميع الأشجار.
- المدير التنفيذي لمستشفى الحمادي بالرياض