عندما تتعرض الأقليات للاضطهاد، ويكون أبناء هذه الأقليات مستهدفين ومعرضين للقتل والتصفية لإجبارهم على ترك أوطانهم خدمة لأهداف خبيثة، بعضها ناتج عن فهم شاذ للمعتقدات، والبعض موجه لخدمة مخططات وأهداف سياسية لم تعد خافية على أحد.
عندما تواجه الأقليات مثل هذه المخططات التي وصلت في كثير من البلدان إلى حد الاستئصال، والترهيب لفرض الهجرة الإجبارية من الوطن، فإن الجميع يهب لاستنكار ما يحدث ويحصل للأقليات، بل إن كثيراً من الحكومات، العربية بالذات، تزيد من اهتمامها بمصالح الأقليات وتشدد على وجوب استيفائهم على كامل حقوقهم.
بعض الدول تضيف مزايا للأقليات إلى درجة تجعل الأكثرية يتحسسون من الإسراف في منح مزايا تغري من في قلبه مرض أن يتمادى في طلباته حتى تصل الأمور إلى فرض إجراء تقرير المصير الذي فرض على إندونيسيا وأودى إلى فصل تيمور الشرقية، وما سوف ينتهي عليه الأمر في جنوب السودان.
هذا الاستدلال يوصلنا إلى ما يجري الآن في بعض المدن المصرية من المحتجين على مذبحة كنيسة الإسكندرية التي كشفت عن تجاوزات وأفعال صدرت من بعض المتظاهرين والمحتجين وصفهم رأس الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث ب(القلة المندسة) واعتبرها قائلاً: (إن هؤلاء تجاوزوا الأدب والقيم)، وقال: (إن كل شخص يجب أن يحسب ردود أفعاله).
قول كبير الأقباط هذا يكشف عدم رضا الأقباط جميعاً عن أفعال من ظهروا في التظاهرات وبعضهم يحمل سيوفاً ويشير إلى رقبته، وكأنه يهدد بالذبح، ذبح من؟!
مثل هذه الأفعال والحركات تؤجج المصريين جميعاً، وتدفعهم إلى التخندق، كل طرف في (خندقه الطائفي) مما يقسم المجتمع المصري ويشيع الفتنة ويوسطها مما يعطي الفرصة للذين يخططون لتحقيق الأجندات الأجنبية على حساب المصريين ووطنهم.
وهؤلاء (القلة المندسة) كما وصفهم بابا الأقباط لا يقلّون خطورة عن الإرهابيين المتطرفين الذين صنعوا مجزرة الإسكندرية لأنهم لو ترك لهم الأمر، لذبحوا بالسيوف التي أشهروها بالمظاهرات الاحتجاجية ممن يعتقدون عداءهم.