هل أنت من أصحاب الأعذار المسبقة والمقولبة في قوالب جاهزة معروفة ومتداولة لا تنتهي، أم أنك ممن لا يعتذر ولا يكترث بالغير أصلاً؟
هل يمكن أن يصل بك حد الاعتذار إلى أن تمرض أمك أو ولدك أو حتى نفسك، وربما تدعي موت من تحب من أجل سفرك وغيابك عن عملك لمدة أسبوع مثلاً ؟
هل تُصدق كل عذر؟
هل تكذب في أعذارك؟
هل تعتقد أن المجاملة هي الدافع لكثرة الاعتذار لديك، وكذا في مجتمعنا المحلي؟
لو دعيت لمناسبة عامة كزواج مثلاً أو مأدبة عشاء فهل تتصل على الداعي مباركًا ومعتذرًا أو أنك ترسل رسالة جوال، أو أنك لا تعتذر اعتقادًا منك بأن حضورك غير مهم ولن تُفتقد؟
كم مرة تعتذر في اليوم؟
ممن، ولمن، وكيف، ومتى، وأين تعتذر؟
هل سبق وأن اعتذرت لزوجتك؟
لو حدث أن طلبت أمك منك شراء شيء ما ونسيت لأي سبب من الأسباب، فهل تبادرها بالاعتذار وتقبل رأسها علَّها أن تغفر لك خطيئتك وتمسح عنك زلتك؟
كيف تعتذر من الله عزَّ وجلَّ؟
لو طرق أحد عليك بابك في وقت راحتك، فهل تجرؤ على الاعتذار له صراحة بأن الوقت غير مناسب لك؟
هل تعتقد أن من تعتذر لهم يقبلون منك اعتذارك أم أنهم فقط يسكتون؛ لأنهم لا يكترثون بك، وتشعر بهذا حين تطرح أعذارك الواهية بين يديهم؟
هل تقبل أنت اعتذار من هم تحت إدارتك، أو طلابك أو أبنائك أو زملائك وأصدقائك أو أنك تطلب منهم الحلف على ما يقولون لتتوثق وتتأكد من صدق ما يقولون أو لا هذا ولا ذاك؟
ما هو العذر الذي دائمًا تسمعه، وما هو عذرك أنت الجاهز في كثير من أحوالك وحين تأخرك عن مواعيدك التي يجب عليك الوفاء بها؟
هل يؤنبك ضميرك إذا لم تعتذر لمن أخطأت في حقه؟
هل تستطيع أن تميز بين العذر الصحيح والأعذار المختلقة، أو أن هذا لا يهمّك فالكل صادق في ميزانك، أو على العكس الكل متهم فيما يعتذر به وكل الأعذار في حسك أعذار واهية يمكن التغلب عليها والوفاء بالعمل والالتزام والحضور في الوقت المحدد دون تأخير ملحوظ وموجع؟
هل لديك نوتة تسجل فيها مواعيدك والتزاماتك المستقبلية وربما كانت في جوالك أو جهازك المحمول، أو أنك تعتمد على الذاكرة الشخصية التي تجددها كل يوم؟
هل تهتم بكل مواعيدك أو أنك فقط تركز على المهم منها والبقية تتركه للظروف، أو أن شخصيتك ممن يوصمون بأنهم خارج الزمن ولا يكترثون بالمواعيد ويغلب على أعمالهم التداخل والفوضوية وعدم الانضباط؟
هل جربت أن تعالج فوضويتك وتتخلص من سيل أعذارك؟
عندما تقابل أحدًا ممن يعزون عليك قصرت في حقه سواء مباركة أو تعزية أو... هل تتجاهل الموضوع، أو تبحث عن عذر تعتقد أنه مقنع فتبادره به؟
هل يهمك اعتذار الآخرين لك بعد انقضاء المناسبة؟
هل يمكن أن تعتذر لطلابك عن تأخرك الحضور في الوقت المحدد لبدء الدرس، ولمرؤوسيك لغيابك المفاجئ عن الدوام الرسمي، وأصدقائك عن التقصير في حقهم، ووالديك عن العقوق بهما؟
هل تعتقد أن الاعتذار جريمة أم منقبة وشرف، دليل على ضعف الشخصية أو برهان أكيد على الثقة بالذات؟
عندما تعتذر لرئيسك في العمل فيقبله ويسكت على مضض هل تفاخر أمام زملائك معتقدًا أنك استطعت أن تلعب عليه وتمشي حجة الغياب بهذا العذر الذي سقته بين يديه؟
هل سبق وأن اعتذرت خطيًا عن خطأ ارتكبته وندمت عليه؟
هل تعتذر لنفسك، أو تعذر لها؟
هل يكبر في عينك من يعتذر لك عن خطأ ارتكبه في حقك يومًا ما أو العكس؟
هل تقبل عذر من اعتذر لك حتى ولو كان الخطأ كبيرًا؟
هل تذكر أنك أخطأت في حق أحد ولم تعتذر له حتى الآن؟
هل تجد حرجًا في أن تعتذر وتقول لمن يكبرك سواء في القدر أو المنصب أو العمر لا؟
هل تضغط على نفسك وتجامل مع غيرك حتى لا تقول لا ولا تضطر للاعتذار بعد فوات الأوان؟
عندما يعتذر لك أحد ما، هل تقبل عذره دون التفكير فيه أم يساورك الشك حياله؟
هل إذا تأخرت في سداد قرض حسن، هل تذهب للمقرض وتعتذر له عن التأخير أو أنك تتهرب منه حتى يتسنى لك التسديد؟
هل تعتذر لصغيرك إذا وعدته شراء لعبة له ولم تف بما قلت؟
هل تعتقد أنه من الممكن في الوقت الراهن أن يخرج وزيرًا ما أو مسئولاً كبيرًا أو حتى مدير إدارة صغيرة في منطقة نائية، ليقول لنا في وسائل الإعلام المختلفة: (إنني اعتذر لكم عن الخطأ الذي ارتكبته في حق المواطن والوطن، ولأنني لا أجد لدي مبررًا لهذا الفعل الخاطئ، ولعجزي عن الوفاء بمتطلبات الأمانة التي حملتها من قبل ولي الأمر فإنني أقدم استقالتي عن هذا المنصب وأنا بكامل قواي العقلية وبصحتي التي أنعم بها ولله الحمد والمنَّة).
أعتقد أننا بحاجة إلى مطارحة هذه الأسئلة وما ماثلها على أنفسنا أولاً وداخل أسرنا وفي أماكن عملنا ومنتدياتنا وملتقياتنا، ومتى بدأنا نفكر حياله بصوت مرتفع من خلال العقل الجمعي فسوف يأتي اليوم الذي تتكون لدينا ثقافة جديدة للاعتذار، واعتذر لكم عن الإطالة وإلى لقاء والسلام.