كما حاوي الأفاعي، يحاول بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إدخال العرب والفلسطينيين في متاهات وجدل لا معنى له ولا فائدة سوى إطالة الحديث عن جدوى المسيرة التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهل تكون عبر مفاوضات مباشرة، أو غير مباشرة أو مفاوضات موازية! جدل لا ينتهي يهدف الإسرائيليون من ورائه إلى إطالة الأمد وتثبيت باطل الاحتلال وصعوبة تغيير ما يقيمونه من مستوطنات وجدار عنصري وإجراءات ديمغرافية، حتى يسلم الفلسطينيون بما يُعطى لهم من فتات..!!
آخر خدع نتنياهو قوله أمام كنيست إسرائيل، (أنه كان مستعداً لتمديد إضافي لتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر غير أنه تلقى رسالة من الإدارة الأمريكية بأن ينسى هذه المسألة قائلة إن هذا الخيار لن يؤدي إلى شيء!!».
وهدف نتنياهو واضح من وراء طرح هذه المسألة، فهو يريد أن يوصل رسالة للعرب والفلسطينيين مفادها بأنه كان يريد التجميد إلا أن أوباما رفض..!
هذا الخداع الذي يريد نتنياهو تسويقه هو الخبث الإسرائيلي المعروف عن الصهاينة بالذات، وخبث نتنياهو في هذه المسألة هو تحميل الإدارة الأمريكية ما يُفترض أن يكون التزاماً إسرائيلياً تفرضه المواثيق والأعراف الدولية. فسلطات الاحتلال لا يجوز لها التصرف بالمناطق التي تحتلها، ولهذا فإن وقف الاستيطان التزام إسرائيلي وليس أمريكياً. ولذلك فإن إلقاء اللوم على الإدارة الأمريكية وتبرئة ما قام به من أفعال لإجهاض المسيرة التفاوضية هو تهرب من المسؤولية ورميها على الآخرين. وبدلاً من هذه اللعبة فإن على نتنياهو وقف الاستيطان والانخراط بلا خبث في المسيرة السلمية والاعتراف بمبدأ حل الدولتين.
JAZPING: 9999