|
القاهرة - مكتب (الجزيرة) - طه محمد
أكد المحققون المصريون أمس الثلاثاء أن الاعتداء الذي وقع أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية مودياً بحياة 21 شخصاً كان يمكن أن يكون أكثر دموية لو كان الانتحاري قد تمكن من دخول الكنيسة كما كان ينوي على الأرجح وقت قداس رأس السنة.
وقال المحققون أمس إن الجاني كان يريد دخول الكنيسة قرب نهاية القداس إلا أن وجود رجال الشرطة أمام بابها حال دونه، وفي النهاية فجر الانتحاري حزاماً ناسفاً يحتوي على ما بين 10 إلى 15 كلغ من المواد الناسفة من بينها مسامير وكرات حديدية بعد منتصف الليل بقليل مع بدء خروج المصلين من الكنسية.
وقد عثر في المكان على رأس ربما يكون رأس الجاني اعتبره المحققون الخيط الرئيسي لكشف مرتكبي الحادث. وجرت الاستعانة بجراحي تجميل لمحاولة إعادة تكوين الوجه ومعرفة هوية هذا الرجل الذي يمكن أن يكون في العقد الثلاثين من العمر. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير إلا أن النظام يرى (أصابع خارجية) وراء هذا الاعتداء حتى وإن كانت العناصر الأولى للتحقيق تقول إن العبوة محلية الصنع.
ونقلت صحيفة مصرية أمس الثلاثاء عن مصادر أمنية أن هناك مؤشرات تدل على أن الرأس لمتهم شارك في ارتكاب الحادث أو منفذ الهجوم، مضيفة أن ملامحه تشير إلى أنه قد يكون أفغانياً أو باكستانياً، لافتة إلى أنه تم إلقاء القبض على أحد المصابين الذي يشتبه في ارتكابه الحادث بعد تعرف عدد من المصابين عليه.
وأضافت الصحيفة أن مصادر أمنية كشفت عن مشاركة ثلاث جهات (سيادية) في التحقيقات إلى جانب جهازي الأمن العام ومباحث أمن الدولة بهدف التوصل إلى هوية مرتكبي الاعتداء فضلاً عن تشكيل فريق بحثي كبير للوقوف على أبعاد الحادث.
وقالت المصادر إن هناك احتمالين للحادث الأول أن المتهم ربما كان واقفاً إلى جوار السيارة الخضراء التي كانت متوقفة أمام الكنيسة وفجر نفسه، والثاني أنه دخل وسط الخارجين من الكنيسة وفجر نفسه بالقرب من السيارة، خصوصاً أن تقرير المعمل الجنائي استبعد أن تكون السيارة مفخخة.
وأضافت المصادر أن احتمالات وقوف جهات أجنبية وراء الحادث أصبحت مؤكدة، خصوصاً في ظل تهديدات أطلقها تنظيم القاعدة منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أنه رغم ذلك فإن أجهزة الأمن تبحث في جميع الاتجاهات.
وقال مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه إن قوات الأمن تأكدت من أن أصابع الاتهام تشير إلى أن مرتكب هذا العمل هو مهاجم انتحاري ذو صلة بتنظيم القاعدة.
وقال تقرير الصفحة التشريحية الخاص بضحايا التفجير حيث تسلمته نيابة شرق الإسكندرية يوم أمس الأول (الاثنين): إن نتائج فحص ثماني عشرة جثة (10 لإناث و8 لذكور) وبعض الأشلاء لضحايا لم يتم التعرف عليهم أثبتت أن الوفاة حدثت بسبب تهتك في أماكن مختلفة في أجسادهم وبتر أجزاء منها واحتراق البعض جراء اشتعال النار في سيارة كانت تقف أمام الكنيسة، مشيراً إلى أن «معظم الضحايا أصيبوا بإصابات تفجيرية وبعضهم بحروق لهيبية وتهتك داخلي في أعضاء الجسم نتيجة تطاير الشظايا واختراق أجسام معدنية أجسادهم».