|
في الدول المتقدمة يتغير الرؤساء (الزعماء) وقد يتغير الحزب الحاكم بتغيّر الزعيم ومع ذلك تظل سياسة الدولة ونهجها ومبدأها ثابتاً كما هو، وهكذا هو حال نادي الهلال الذي عاصرت فيه عدة رؤساء منذ عام 1982م ذلك العام الذي شهد بدايتي مع الصحافة الرياضية وحتى توقفت عنها أواخر عام 2002م.. في تلك الفترة وجدت الهلاليين مبدؤهم واحد على قلب واحد لم تتغير سياسة النادي وتوجهاته بتغيّر الرئيس، وهذا أهم أسرار تميز الهلال واستمراره حاضرا وبقوة في كل المناسبات التي يشارك فيها إلا في حالات نادرة جدا.
والآن وقد عُدت للصحافة الرياضية من خلال هذه الجريدة التي تتلمذت فيها وترعرعت صحفيا بعد ابتعاد دام قرابة الثماني سنوات.. وجدت الهلال ما زال كما عهدته.. وجدت هلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد هو نفسه هلال صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبد العزيز هو نفسه هلال الأمير الراحل عبد الله بن سعد (رحمه الله واسكنه فسيح جناته).. هو نفسه هلال عبد الرحمن بن سعيد و محمد مفتي وهلال الأمير خالد بن محمد.. وهلال الأمير بندر بن محمد وهلال الأمير سعود بن تركي وهلال الامير محمد الفيصل.. المبدأ ثابت والنهج كما هو والتوجه في التعاطي مع كل ما يخص هذا الكيان ما زال مثلما عرفته قبل سنين خلت.
إنها المبادئ التي رسخها مؤسس هذا الكيان الكبير شيخ الرياضيين الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعافية) وهذا سر تميز الهلال وتفوقه حتى الآن، وأجزم بأن هذا النادي سيظل هكذا شامخا برجاله طالما حافظ على نهجه ومبدئه الذي يقوم على التنافس الشريف وحسن التعامل مع الآخرين وكذلك حسن النوايا التي أكد عليها شيخ الرياضيين غير مرة في أوقات سابقة مؤكدا أنها من أسرار تفوق الهلال واستمرارية تميزه.
بعد ثماني سنوات من الابتعاد وجدت أن هناك غاب من غاب، لكن الهلال ظل حاضرا لم يغب بل أصبح طاغيا في حضوره.. ولعل ما يميز الهلاليين عن سواهم التفافهم حول ناديهم ونبذ أي خلاف قد يتسبب في شق الصف الهلالي مع عدم الالتفات أو التأثر بمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر وخير شاهد على ذلك المثالية الرائعة التي أبداها سمو رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد مؤخرا في التعاطي مع قضية معسكر الفئات السنية وكيف ألجم من حاولوا استغلال هذا الظرف الطارئ بشق الصف الهلالي وتعكير أجوائه، مما يؤكد مجددا أن هذا النادي كان ولازال وسيظل في أيد ٍ أمينة تحسن قيادته وتسير به على نهج القيادات السابقة حتى أصبح زعيما لأكبر قارات العالم.
على عَجلْ
غرد الهلال وحيدا بالصدارة وبفارق نقطي كبير مع فرصة كبيرة لتوسيع الفارق من خلال مباراتيه المؤجلتين فيما ترك للآخرين الضجيج!!
الهلال من أكثر الأندية تضررا من التحكيم ففي معظم مبارياته له أخطاء مؤثرة لم تحتسب ومع ذلك لم نشاهد أي تجمهر للاعبيه على الحكام بعد نهاية المباريات التي تضرر فريقهم فيها.
لعل مشاركتنا في نهائيات آسيا تعيد التوازن لمنتخبنا في تصنيفه العالمي بعد أن أصبحنا في المركز الواحد والثمانين.. هذا التصنيف الذي أعادنا كثيرا إلى الوراء وهذا بالطبع لا يليق بنا.. مما يجدر بنا أن نتساءل: أين أقوى دوري عربي ؟ وأين احترافنا ؟ وماذا كنا نفعل؟!!
يعجبني كثيرا رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان حينما يتحدث بلغة تنم عن ثقة مطلقة ويؤكد ذلك حينما تتواكب أفعاله مع أقواله.
الأحداث المؤسفة التي حدثت مؤخرا وما صاحبها من تصرفات وتصاريح تجاوزت الخطوط الحمراء أعادتني للوراء حينما كان رئيس الهلال سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد غاضبا بعد نهاية أحد لقاءات الهلال ورفض الإدلاء بأي تصريح وقال: لا أرغب أن أتحدث حينما أكون غاضبا حتى لا أخطئ بحق أحد.. إنه درس نموذجي من هذا الرئيس المثالي أوردته هنا للتذكير لعل البعض يستفيد منه.
إن لم يكن هناك فريق على شاكلة هلال الموسم الماضي من حيث المستوى والانضباط والتعامل الاحترافي ونوعية المحترفين فإن جميع الفرق تبدو ذات مستويات متقاربة إلى حد كبير وبالتالي تبدو فرص الفوز متساوية لجميع الفرق دون استثناء.
أخطاء الحكام من حيث تأثيرها على النتائج لا تختلف بالوقت الراهن عما كانت عليه سابقا لكن الذي اختلف في الفترة الأخيرة هو دقة النقل التلفزيوني في إثبات هذه الأخطاء وكذلك تحليلها من قبل مراقبين مختصين وهذا ما لم يكن متوافرا فيما مضى.
الكل أجمع على أن فريق التعاون ظُلم أولا ً في تلك المباراة « القضية « لكن الضجيج الذي حدث صدر من الطرف الآخر فقط!!
المكاشفة والمصارحة التي تمت من قبل رئيس لجنة الحكام الرئيسية عمر المهنا في عرض الأخطاء السلبية للحكام ومواجهتهم بأخطائهم مدعاة للتفاؤل بمستقبل تحكيمي أفضل في المباريات القادمة وهذا يحسب لرئيس اللجنة.
يقول البعض.. حينما يسجل ياسر القحطاني: عاد ياسر.. وحينما يغيب عن التهديف ولو في مباراة واحدة يقولون: هبط مستواه..!! الله يعينك يا ياسر.
وبعض آخر يقلقهم توهج ياسر القحطاني بشكل غير طبيعي لأنهم يرون فيه (ترمومتر) الهلال والعلامة الفارقة فيه لذا لن يكفوا عن ملاحقته واتهامه سعيا للتأثير أو القضاء عليه كلاعب.. مثل هذه (الحرب) ليست جديدة على موهوبي الهلال وأبرز نجومه، لذا فإن أبلغ رد على أولئك في أرض الملعب كما يفعل الكاسر هذه الآونة وكما فعل سامي الجابر ومن سبقوه في وقت مضي وهذا ديدن الكبار.. لا يتأثرون.
من حق طرفي قضية المنشطات التي أثارها سمو رئيس النصر أن يتم التحقيق فيها بشكل دقيق وجاد للغاية وإن كنت أتحفظ على الكيفية التي أثيرت بها هذه القضية.. ولكن يبقى الأهم محاسبة المخطئ مهما يكن سواء كان المدعى عليه أو المدعي، فالقضية خطيرة للغاية ولا يجب السكوت عليها أو التهاون في نتائجها.
هل يعتبر تقديم شكوى أو مظلمة عبر ذلك «البرنامج المشبوه» إجراء رسمي.. بمعنى هل بإمكان أي رئيس ناد أو إداري أو مدرب أو لاعب لديه شكوى أن يتقدم بها لمثل هذا البرنامج فتقبل ويتم التفاعل معها رسميا؟!!
هذه المرة استنجد المدرب بسفارة بلاده.. وأخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر مستقبلا فيصل لجهات أعلى!!