بهذه المناسبة أرفع أكف الضراعة للمولى عزَّ وجلَّ داعياً بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وأن لا يريه مكروهاً ويعود إلى أرض الوطن معافى سالماً بعون المولى عزَّ وجلَّ.
وبهذه المناسبة تتكاثف البهجة بهذا الشكل الفريد بين جميع شرائح المجتمع، فذلك لأنه - حفظه الله - يشكّل بحضوره الخاص في أذهان الناس باباً عملاقاً من أبواب الخير الذي لا يغيب، وهو الذي كان يُمارس خيرياته وإنسانياته حتى وهو خارج الوطن، كما لو أن المسافات أقل من أن تطغى على ذلك الحضور البهي الذي ميّز شخصيته حفظه الله، ومنحها هذا القدر الكبير من الحب، والتقدير المفعم بالثناء.
وهذه الملحمة العاطفية الفريدة التي لا يُمكن أن تتشكّل اعتباطاً، كما لا يُمكن أن تتأتى فقط من خلال علاقة المسؤولية بين مسؤول كبير ومواطنيه، ما لم يكن لها رفد عظيم من تمازج المشاعر ووحدة الروح.. هي ما يجسد حقيقة اللحمة بين القيادة والمواطن، والتي كانت أهمّ وشائجها وأكثرها متانة هذا الإطار الكبير من عواطف الأبوة، واستشعار هموم الآخرين، وهذا الحضور الباهر لشخصيته - حفظه الله - في كل مفاصل الأعمال الإنسانية والخيرية على كامل مساحة الوطن، وحتى ما وراء حدوده.
وحينما تنصهر كل هذه العواطف من الكبير والصغير، الغني والفقير، الرجال والنساء، في منظومة حب متصلة، معلنة بكثير من العفوية عن مكنونات الصدور، فهي لا تعبّر إلا عن ما تشعر بأنه أقل القليل من رد الجميل تجاه رجل نذر وقته وجهده وماله في خدمة وطنه وأمته، بل لا تعبّر إلا عن غيض من فيض مشاعر غامرة استطاع - حفظه الله - بنبل مواقفه ومظلة شهامته الوارفة، وكرم عطائه أن يجعلها تكون معه طوال فترة رحلته بالدعاء، وأن تكون معه ساعة عودته الميمونة بنبض القلوب الدافئة بعمران الحب الذي زرعه فيها عبد الله بن عبد العزيز.
(*) مدير إدارة الإشراف التربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض