أراد الموقف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي حين أنشأ هذه المؤسسة الوقفية أن يستمر العمل الخيري الذي يقوم به في حياته وتتواصل عطاءاته؛ لتكون أعمالها وبرامجها ومشروعاتها صدقة دائمة وثواباً مستمراً له عند ربه عز وجل، نسأل الله أن يتقبل منه .
والموقف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي أسهم بذلك في إعادة الاهتمام بالأوقاف في مجتمعنا بعد أن ضعفت همم الناس عنها لسنوات طوال؛ والجميع يعلم أنه كانت للأوقاف في تاريخنا الإسلامي إسهامات كبرى في خدمة جميع جوانب الحياة الإنسانية؛ حيث شملت مختلف الجوانب النافعة لها، سواء كانت شرعية أم اجتماعية أم اقتصادية، أم صحية؛ وصارت هذه الأوقاف دعماً للمجتمع المسلم ونفعا لأفراده، وحامية لبرامج البر والإحسان والدعوة والتعليم في المجتمع من التوقف، أو الفشل بسبب انقطاع، أو تعثر مصادر تمويلها.
وبفضل الله تعالى قامت إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي بأعمالها الخيرية المتنوعة التي تفرح كل محب للخير ومنتم له، وقد أنفقت في مختلف برامجها ومشروعاتها وأنشطتها الخيرية منذ إنشائها وحتى نهاية عام 1431هـ ما يزيد على (400.000.000) ريال.
ولم تكن الأعمال الخيرية لإدارة الأوقاف قاصرة فقط على معونات مادية أو عينية تنتهي بانتهاء استفادة المستفيدين منها؛ بل حرصت أن تقوم بالأعمال التي لها صفة الديمومة والاستمرار؛ حيث أنشأت مشروعات تعليمية وصحية واجتماعية؛ كما اهتمت بالاستثمار في الإنسان وتعليمه وتدريبه؛ بإنشاء برامج للمنح الدراسية ودعم البرامج الدعوية والتعليمية والثقافية المتنوعة، واهتمت كذلك بدعم الاستقرار الأسري ومعالجة المشكلات والظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلى دعم ومساندة؛ من خلال دعمها لمشروعات المساعدة على الزواج والتقليل من الطلاق والعنوسة، ودعم البرامج التوعوية التي تسهم في حماية شبابنا من المخدرات، ونحو ذلك من الأمور المتنوعة التي تظهر مشاركة إدارة الأوقاف وتفاعلها مع المجتمع وما يدور فيه ودعم حاجاته.
واليوم بفضل الله تعالى نتشرف في إدارة الأوقاف برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم وعدد من أصحاب المعالي والفضيلة لحفل افتتاح مجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي التعليمي للبنين لتحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية، والذي تفخر إدارة الأوقاف بإنشائه في هذه المحافظة الغالية التي نتشرف بالانتماء إليها، وبذلك ينضم هذا المجمع للمجمعين التعليميين السابقين اللذين أنشأتهما إدارة الأوقاف، وهما:
مجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي التعليمي للبنين لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض.
مجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي التعليمي للبنات لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة.
وقد أنفقت إدارة الأوقاف في سبيل إنشاء هذه المجمعات ما يزيد على (32) مليون ريال، وهذه المجمعات التعليمية التي أنشأتها إدارة الأوقاف عبارة عن مبانٍ تعليمية متكاملة النشأة والتجهيز، ويتكون كل مبنى منها من ست وثلاثين فصلاً، ويشتمل على ثلاثة مبانٍ متجاورة، لكل مرحلة من المراحل التعليمية الثلاث (الابتدائي والمتوسط والثانوي) مبنى مستقل، ويضم كذلك المرافق المختلفة من مكتبة ومختبرات ومصادر التعلم ومعمل للحاسب الآلي ومسرح للأنشطة المختلفة وصالة رياضية مغلقة، ويتسع المبنى لعدد ألف ومائتي طالب. إن هذه الإسهامات من إدارة الأوقاف في تعاونها مع وزارة التربية والتعليم دعم مبارك لجهود حكومتنا الرشيدة في نشر التعليم في جميع أرجاء الوطن، وتوفير للبيئة التعليمية ذات الجودة العالية لأبنائنا الطلاب، وفي الوقت نفسه يأتي ذلك رغبة من إدارة الأوقاف في رعاية وتبني المشروعات الخيرية التي لها صفة الديمومة والاستمرار، ولينال الموقف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي (أجزل الله له المثوبة) أجر ما يكون فيها من علم بأحكام الدين وحفظ لكتاب الله الكريم والعلوم التعليمية الأخرى؛ ويسهم ذلك في تخريج طلبة يخدمون الدين والوطن وقيادته.
الأمين العام - إدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي