نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسَّر لهذه البلاد قيادة راشدة ومنهجاً قويماً، ونتج من ذلك ولله الحمد والمنة مجتمعٌ مترابط متراحم، يعطف فيه الغني على الفقير، والقوي على الضعيف. وقد وفَّق الله رجالاً أسهموا بأموالهم في تحقيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

ومن هؤلاء الرجال الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي، الذي عُرف منذ صغره ببره لأهله ودعمه لإخوانه، وعندما أنعم الله عليه لم ينسَ واجبه تجاه دينه ووطنه؛ فقد دعم وجوه الخير في بلادنا وخارجها بلا حساب؛ فأسهم في بناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن، وأسهم في طباعة الكتب وغير ذلك وفي مجال مساعدة المحتاجين، وقد كفل بيوتاً كثيرة في مختلف مناطق المملكة، وله إسهامات معروفة في كفالة اليتيم ومساعدة المحتاج وتزويج الأيم، إلى غير ذلك من المساعدات الاجتماعية، وكان مما ختم به عمله الصالح إيقاف عقارات كثيرة ليضمن استمرار جهوده الخيرية في وجوه الخير.

واليوم نحن نفتتح أحد مشروعات الخير، وهو مجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي التعليمي لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة البكيرية؛ لينضم إلى المجمعات العديدة التي أسهمت إدارة أوقاف الشيخ صالح الراجحي في إنشائها، الذي بلغت تكاليف إنشائه 13 مليون ريال ليستوعب 1200 طالب في المراحل الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي، وقد أنشئ على أحدث التصاميم التي تهيئ للطلاب بيئة تعليمية متميزة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

أسأل الله - جلّت قدرته - أن يجزي الموقف خير الجزاء، وأن يجعل ما قام به في ميزان حسناته، وأن يجعل منزله الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولى ذلك والقادر عليه، كما أسأل الله أن يوفق القائمين على الوقف في تحقيق أهداف الموقف، وأن يشملهم بأجره ورضاه.

(*) المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض- عضو مجلس الأمناء - أوقاف صالح الراجحي