لئن قال المؤرخ الأمريكي الشهير وايندر R.Winder: (إن عائلة آل سعود أفرزت في اللحظات المناسبة أقوى الأشخاص الذين يتمتعون بالفطنة وقوة الطباع، واستطاعوا أن يطبقوا العدالة)، فإن آباءنا وأجدادنا يعرفون ذلك وأكثر منه، وقد نقلوه لنا مشافهة وكتابة، ولسنا بحاجة في هذا المقام إلى شهادة أحد من الناس. وما ملكنا - خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه ورده إلينا سالماً غانماً - إلا فرعٌ من تلك الدوحة الوارفة الظلال اليافعة الثمار:

له هممٌ لا منتهى لكبارها

وهمتهُ الصغرى أجلُّ من الدهرِ

له راحةٌ لو أن معشار جودها

على البرِّ كان البرُّ أندى من البحرِ

ملكَ القلوب والأفئدة مثل ما ملك ناصية الحكم والسياسة، فاجتمع له المجد والجود، والمكارم، واقتنى المآثر فبلغ من المعالي أقاصيها، ووفقه الله فبسط العدل ونشر ألوان الفضل، ورفع ألوية الإنجاز والإصلاح وخضد شوكة الفساد.

ملكٌ أراد الله له الرفعة، فخفض جناح التواضع، أحب رعيته وأحبوه، فهو قريبٌ منهم، وحمى حماهم وعُني بما عناهم، فوصل الله غبطته وأدام بسطته ولا تخطت النعمُ خطته:

تواضع لما زاده الله رفعةً

فكل رفيعٍ عنده متواضعُ

ملكٌ حباه ربه عزماً ورأياً أصيلاً، يستخير ويستشير ويستنيرُ، ملكٌ تثنى به الخناصر:

ملك كأن الشمس فوق جبينه

متهلّلُ الإمساء والإصباحِ

وقد جاء في الأثر: «الملك خليفة الله في عباده وبلاده» فأنعم به من ملكٍ وأعظم به من خليفة، ندي الكف سريع الإحسان، ونحن بفضله معترفون ومن بحره مغترفون.

ويشرفني بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت له أيده الله أن أرفع باسمي شخصياً وباسم منسوبي هيئة الخبراء بمجلس الوزراء التهنئة إلى المقام الكريم ومقام حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - حفظهم الله وأيدهم - سائلاً المولى جل ثناءه أن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من نعمه وفضله وتوفيقه وأن يلبسه لباس الصحة والعافية وأن يرده إلى بلدٍ أحبه وأحبه وأن يسدد على طريق الخير خطاه.

* رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء