من خلال متابعة المرضى لعيادة القلب لدينا، ووفقاً لأحدث الدراسات العلمية المتخصصة في مجال القلب التي أجريت في السنوات الأخيرة، تبيّن أن هناك العديد والعديد من المراجعين يعانون من أعراض شبيهة بأعراض القلب وهى في الواقع ناتجة عن نقص حاد في فيتامين «د»، بعد أن تم التأكد من سلامة القلب بإجراء كافة الفحوصات اللازمة لتشخيص أمراض القلب كالتخطيط والأشعة الصوتية وكشف الهولتير المختص بمراقبة ورصد نبضات القلب.
اتهام فيتامين «د» وبراءة القلب
وقد اتضح بعد الفحوصات سلامة القلب كعضو من تلك الأعراض والتي تتمثل في الشعور بآلام بمنطقة الصدر وتنميل بالأطراف علاوة على خمول وكسل شديد، مع وخزات بمنطقة الصدر وضيق في التنفس لحدوث ضعف عام في عضلات الجسم. كما يحدث خفقان في القلب يصاحبه دوار وغثيان وهبوط في الضغط. ومعروف علمياً أن نقص فيتامين «د» يؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية مما يؤدي لمثل هذه الأعراض.
إصابة الشرايين القلبية
ثبت علمياً وجود ارتباط بين نقص فيتامين «د» وإمكانية الإصابة فعلياً بأمراض القلب على المدى البعيد، ومنها على سبيل المثال تصلب الشرايين وقصور الدورة الدموية، تضخم احتشاء عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض السكري. كما أوضحت الدراسة العلمية «فرمنغهام» أن من لديهم نقص مستويات فيتامين «د» عن 15 نانو غرام في المللي هم أكثر عرضة للإصابة بأزمة وسكتة قلبية.
منع أخطار الإصابة
ووفقاً لأحدث الدراسات العلمية التي أكدت على أن هناك رابطاً بين الفيتامين «د» وزيادة خطر إصابات الشرايين القلبية، فقد أظهرت نتائج الأبحاث على أن معالجة نقص الفيتامين «د» من خلال تزويد المرضى به، تساعد على منع أخطار إصابة المرء بأمراض القلب الوعائية وعدد من الأمراض المزمنة أو تقليلها. وقد حددت أيضاً أي مستوى من فيتامين «د» يمكن أن يقلل الخطر المذكور.
الحوامل يشعرن بأعراض القلب نتيجة نقصه
العديد من الحوامل يراجعن قسم القلب لشكوى الخفقان وتسارع نبضات القلب مع ضيق التنفس، إذا استبعدنا نقص الهيموجلوبين (فقر الدم) وعوامل الحمل الفيسولوجية التي تحدث بشكل طبيعي مع الحمل، نجد أن نسبة كبيره منهن يعانين من نقص حاد في فيتامين «د» والذي ينعكس على شكل خمول شديد مصحوب بخفقان بالقلب وضيق في التنفس ولا يكفي التدعيم الكامل بأقراص كالسيوم وحديد فقط، وإنما يجب تعويض النقص في فيتامين «د».
زيادة الفيتامين تقلل المخاطر
وقد أثبتت الدراسات الأوروبية التي أجريت على نحو 9400 مريض، وكان معظمهم من الإناث كان لديهن مستويات منخفضة من فيتامين «د»، وقد خضعوا لفحص واحد على الأقل خلال هذه الفترة، فوجد الباحثون أن 47% ممن ازدادت لديهم مستويات الفيتامين «د» بين الزيارتين، أظهروا تناقصاً في أخطار أمراض القلب الوعائية.
بالإضافة إلى دراسة 31 ألف مريض إلى ثلاثة فئات استناداً إلى مستويات فيتامين د لديهم، فتبين أن المرضى في كل فئة ممن وصل لديهم مستوى فيتامين «د» إلى أعلى من 43 نانوغرام في الميليلتر من الدم، قد تراجعت عندهم معدلات الوفيات وإصابات السكري وأمراض القلب الوعائية واحتشاء العضلة القلبية وفشل القلب وضغط الدم المرتفع والاكتئاب والفشل الكلوي.
تقديم أفضل معالجة
إن الرابط بين مستويات فيتامين «د» المنخفضة وتزايد خطر مجموعة متنوعة من الأمراض هو أمر ذو دلالة، وقد كان من المهم للغاية اكتشاف أن المستويات التي نعدها طبيعية هي في الواقع منخفضة جداً، وإعطاء الأطباء مستوى أعلى للبحث عنه، يعني إعطاءهم أداة إضافية لتحديد المريض الواقع في دائرة الخطر، وبالتالي تقديم معالجة أفضل له، وهذه النتائج ستغير الطريقة التي سيعالج بها المرضى.
فحص الدم وتحديد مستوى النقص
إن خيارات المعالجة في هذه الحالة ستكون بسيطة، وهي البدء بفحص دم المريض لتحديد مستوى فيتامين «د»، فإذا ما كان منخفضاً، فإنّ تزويده به أو زيادة التعرض للشمس يمكن أن يوصف له.
الجرعات تحدد وفقاً لحالة المريض
وزيادة جرعة فيتامين «د» بمقدار يتراوح من ألف إلى 5 آلاف وحدة دولية في اليوم يمكن أن يكون مناسباً، ويعتمد ذلك على صحة المريض والأخطار الوراثية، والتزويد بجرعات دوائية هو الأفضل، لأنها رخيصة الثمن نسبياً، ومعظم المزوّدات تقدم وسطياً ما مقداره 400 وحدة دولية.
التعرض لأشعة الشمس
فيما يقدم التعرض لضوء الشمس مدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة نحو 10 آلاف وحدة، لكن من المهم في هذه الحالة استعمال كريم واق من الشمس وتجنب الأوقات الحارة من اليوم، لتجنب حروق الشمس والأشعة فوق البنفسجية الضارة المسببة لسرطان الجلد.
د. منيرة الطويل - استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية - الحاصلة على الزمالة الأمريكية - مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية