أتابع جهود إدارة النظافة بأمانة منطقة الرياض خاصة حملة الميلون تحت شعار: (بر بلا نفايات) التي أطلقتها منذ عدة أعوام.
الحملة وبحسب تصريحات المسؤولين عنها تستهدف رفع النفايات عن بعض المنتزهات البرية والتي تعتبر أحد متنفسات سكان مدينة الرياض، وأيضاً رفع مستوى ومنسوب التوعية البيئية لدى عدد من الفئات وخاصة طلاب المدارس.
مع أن غرس مثل هذه القيمة الحضارية يفترض أن تتولاها وزارة التربية وتعمل على (إفشائها) بين طلبتها، لكن الأمانة تقوم بهذا الدور نيابة عن وزارة التربية وهي بدعة حسنة وعادة تفعلها الأمانة في كثير من المجالات الترفيه والثقافية نيابة عن بعض الجهات الأخرى! لكنني ألاحظ أن مشاركة المدارس أقل من المتوقع رغم أن الأمانة توفر وسائل النقل والهدايا والوجبات لكن يبدو أن مديري المدارس هم أنفسهم بحاجة إلى أن تصل إليهم أهداف الحملة لزيادة وعيهم قبل طلابهم بأهمية المحافظة على البيئة.
ولعل الإدارة العامة للنظافة في الأمانة بعد أن نضجت التجربة ووصلت إلى قاعدة بيانات مهمة ورؤية واضحة لعلها تشرع ل (يوم البيئة) يقام في كل عام لتضع برنامجاً موازياً بالتعاون مع المدارس مباشرة ويقام في ساحاتها، للعمل على أن تكون حملة المليون متر مربع حملة تستهدف ملايين الأمتار إذا حسبنا مساحات المدارس، وبذلك يكون قد شملت الحملة أكبر عدد ممكن من المشاركين ومن المساحات المستهدفة.
إن نجاح حملة المليون في كل عام هو ما يشجع على تكرارها، وكما قرأت في أحد المنتديات هناك من يأمل من الأمانة ومن إدارة النظافة بالتحديد أن توسع من حملتها وأن تنظم حملة أخرى لتشمل الأحياء لبث الوعي خاصة فيما يتعلق بالنفايات وطرق التعامل معها والعمل على المساهمة في تدويرها للاستفادة منها وتوعية المواطن ليساهم إيجابيا بل وإتاحة الفرصة له ليقوم بدوره فيما يتعلق بخدمة الحي الذي يسكن فيه.
حملة المليون ليست هي البرنامج الوحيد الذي تنظمه إدارة النظافة للمحافظة على البيئة، فهناك عدد من البرامج يأتي على رأسها برنامج (عين النظافة) وهو برنامج حضاري يهدف إلى الحد من ظاهرة رمي النفايات من السيارات وفي كل شهر هناك المئات من البلاغات التي تصل لإدارة البرنامج، لكن برامج الإدارة العامة للنظافة تحتاج إلى أن تصل إلى المواطنين في إداراتهم الحكومية ومدارسهم وجامعاتهم من خلال حملات توعوية مستمرة وبذلك تكون الأمانة قد أقفلت دائرة جهودها المميزة والوطنية في أن تجعل الرياض ومنتزهاتها نظيفة من خلال حملات تستهدف (الملايين).