لن يتمكن الإنسان من تحقيق رسالته ما لم يمتلك جسداً يعينه على أداء تلك الرسالة، وبدون كمال صحته لن يستطيع القيام بكل ألوان النشاط الحيوي في عمارته للأرض وازدهار الحياة وتنميتها واستمراريتها، والإسلام بسماحته اهتم بالغذاء الصالح المناسب، وحرم تناول كل
ضار، واهتم الدين الحنيف بالنظافة لأنها من الوسائل المهمة للحفاظ على الصحة، واهتم بالطهارة لأنها مصدر كل خير، قال صلى الله عليه وسلم إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة» فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود؟
وقال عليه الصلاة والسلام الطهور شطر الإيمان، كما أن الإسلام اهتم بالتداوي من كل الأمراض وأكد على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا..؟.
ومع انتشار الأمراض في هذا العصر ومعها انتشر الطب الشعبي وأصبح كثير من الناس يقدمون على معالجة المرضى وبدون علم ورغم أن بعض هؤلاء المرضى كتب الله لهم الشفاء إلا إن الذين يعالجون بالطب الشعبي لا يدركون مخاطره على صحة الناس، وبما أن الطب الحديث لم يتمكن من اكتشاف العلاج الذي يقضي على بعض الأمراض وخاصة المستعصية منها وأصبح كثير من الناس يسافرون إلى الخارج للعلاج وهناك يتم معالجة أغلب الحالات بواسطة الطب البديل.
من هنا فإننا نطالب وزارة الصحة بفتح أقسام لهذا الطب يكون كل من يمارسه على علم ودراية بفوائده ومضاره بعيداً عن العطارين والمشعوذين، ولنعلم أن أمريكا وألمانيا والصين والهند هذه الدول وغيرها ورغم تقدمها تقدم الطب البديل على غيره وبصورة علمية.
وبما أن عدداً كبيراً من السعوديين يفضلون الطب البديل على غيره فإن وزارة التعليم هي الأخرى مطالبة بفتح المجال أمام الراغبين بدراسة الطب البديل، وإنها لو سمحت بذلك واعتمدته فإن الخبرات ستأتي إلى بلادنا من أبنائها الدارسين، وسوف تنقلب المعادلة ويصبح الأجانب هم من يبحثون عن بلادنا للعلاج؛ لأن أرضنا ولله الحمد مليئة بكل الأعشاب التي يتكون منها الطب. نتمنى أن يكون هناك أقسام للطب البديل في جامعاتنا وفي كلياتنا الصحية ولندرك بأن أرواح الناس أمانة يجب المحافظة عليها.