|
الجزيرة - الرياض
استعرض الدكتور عبدالعزيز محمد الدخيل، في كتابه المعنون ب(عبدالله بن حمود الطريقي - من أجل التاريخ والأجيال)، الصادر عن دار الفارابي في بيروت، جوانب من سيرة أول وزير للبترول في المملكة، في 63 صفحة من القطع المتوسط.
وتناول المؤلف دور الوزير الطريقي وملامح من تجربته، في المجال الوطني وعلى الساحة الدولية. متطرقاً بشيء من التفصيل، إلى دور الطريقي في تحسين شروط التعاقد «غير المتوازنة» مع شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) في الستينات لصالح المملكة، وما بذله من جهود على صعيد تثبيت سيادة المملكة على ثرواتها النفطية.
يقول المؤلف: «الفكر الذي تبناه الطريقي وضحى من أجله وعمل على نشره وتطبيقه لم يأت من فراغ أو من استلهام لنظرية أو أيديولوجية راديكالية ثورية، بل إنه فكر مؤسس على عناصر جذرية في شخصيته وتكوينه»، ويقتبس المؤلف لتوضيح جانب من شخصية الطريقي، جزءاً من المقابلة الصحافية الأخيرة معه، والتي قال فيها: «أنا من أفراد هذه الأمة العربية، أو من هذا الجيل الذي عانى التخلف ورأى كيف تمر الفرص الثمينة.. مستقبل الأمة العربية إذا ما قدر لها أن يكون لها مستقبل، لا يتم إلا بتوحيد صفوفها في كيان واحد اقتصادي، سياسي، عسكري على أساس أن يكون أهل مكة أدرى بشعابها، وأن الأمر شورى بين الجميع، وأن تكون الأمة العربية مكونة من اتحاد ولايات لكل ولاية الحق في إدارة شئونها الداخلية وتسيير أمورها، ولا يشترط عليها إلا الحفاظ على الكرامة والحقوق الإنسانية». ويضاف إلى هذا الجانب من شخصية الوزير الأسبق -كما يقول المؤلف- الاعتراف بحق الشركات في الحصول على عائد ملائم يتناسب مع استثماراتها، والمعرفة العلمية والعملية بفنون الصناعة البترولية ومعادلاتها وشؤونها المحلية والدولية لدى الطريقي.
ويتناول الكتاب بشكل موسع، دور الطريقي على الساحة الدولية، خصوصاً في ما يتعلق بإنشاء روابط التعاون بين الدول المصدرة، في مواجهة ما يصفه المؤلف «بتلاعب شركات النفط بالأسعار».
والطريقي من مواليد الزلفي عام 1918م، سافر إلى الكويت والهند ثم القاهرة التي انخرط في مدارسها حتى حصل عام 1943 على البكالوريوس في علم طبقات الأرض والكيمياء من جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودرس هندسة الجيولوجيا في جامعة تكساس بمدينة أوستن، وعاد إلى المملكة عام 1948م. بعد ذلك عين عام 1949م مديراً لمكتب مراقبة شئون البترول في المنطقة الشرقية، ثم مديراً عاماً لإدارة شئون الزيت والمعادن عام 1954، وهو أعلى منصب حكومي في هذا الحقل آنذاك. وعندما أنشئت وزارة البترول والمعادن عام 1960م، أصبح الطريقي أول وزير لها، حتى أحيل إلى التقاعد بعدها بعامين، بعد 14 عاماً من العمل في المجال النفطي بالمملكة. وتوفي في القاهرة في سبتمبر 1997م ونقل جثمانه إلى الرياض.