|
لندن - واشنطن - بغداد - وكالات
قال مسؤول بالأمم المتحدة أمس السبت إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية أخلاقية للتحقيق فيما إذا كان مسؤولوها متورطين في جرائم تعذيب أو شاركوا في التعذيب خلال حرب العراق. وقال مانفريد نواك مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا التعذيب، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن تلك المسؤولية قائمة حتى وإن كانت انتهاكات حقوق الإنسان تعود لعهد حكومة سابقة.
وقال نواك: «الرئيس أوباما أيضا عليه التزام (أخلاقي يقضي) بالتعامل مع قضايا سابقة.. هناك التزام (أخلاقي) بالتحقيق مادامت ظهرت مزاعم جديرة بالتصديق عن وقوع تعذيب - وهذه المزاعم قابلة للتصديق علي نحو أكبر - ومن ثم فهي (جديرة بالإحالة) إلى القضاء».
وعلى صعيد متصل أدانت الحكومة العراقية أمس السبت إطلاق موقع «ويكيليكس» لوثائق أمريكية سرية بشأن الحرب في العراق واصفة إياها بأنها محاولة من جانب خصوم رئيس الوزراء نوري المالكي لتشويه صورته. وقال بيان الحكومة العراقية: إن الوثائق التي بثها موقع «ويكيليكس» المتخصص في الوثائق السرية على الإنترنت لم يقدم «أي دليل واحد يفيد بان الحكومة العراقية أو رئيس الوزراء نوري المالكي تصرف شخصيا بطريقة غير وطنية».
من جهة أخرى، دافع مؤسس موقع ويكيليكس المتخصص في نشر الوثائق السرية، جوليان أسانج، خلال مؤتمر صحفي في لندن عن نشر عشرات الآلاف من الوثائق العسكرية السرية حول حرب العراق.
وقال أسانج في لندن أمس السبت: إن تلك الوثائق تقدم أدلة واضحة عن جرائم حرب.
وقد أعربت الحكومة الأمريكية ووزارة الدفاع «بنتاجون» عن استيائهما إزاء هذا الأمر.
ونشر ويكيليكس حوالي 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأمريكي حول الحرب في العراق تتحدث عن «حمام الدم» في العراق، على حد تعبير مؤسس الموقع جوليان اسانج.
وبعد أسابيع من الترقب، بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية مساء الجمعة الماضي بنشر 391 ألفا و831 وثيقة في ما اعتبر «اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ». وتحدث الموقع عن الجنود الأمريكيين الذين «فجروا أبنية بكاملها لأن قناصا يقف على سطحها».
وكشف الموقع عن «أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الأسرى».
وأحصى أكثر من ألف عملية قتل من قبل القوات العراقية.
وردا على سؤال للشبكة الأمريكية حول كشف هذه الوثائق، أكد اسانج إن الملفات تنقل صورة للوضع في العراق أكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في أفغانستان. وقال إن «هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله».
وتشير الملفات التي نشرت إلى مقتل حوالي 109 آلاف شخص بين 2004 و2009 مقابل عشرين ألفا في أفغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل، وقال اسانج إن «عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقيا بالمقارنة مع أفغانستان».
وتابع إن الوثائق «لا تقدم مجرد فرضيات مثل قتل كثيرون في الفلوجة بل تتحدث عن كل وفاة مع إحداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الأشخاص». وأكد اسانج إن «الأمر الجديد بالنسبة لنا هو أن هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك». وقال الموقع إن قسما كبيرا من الوثائق نشر بدون أسماء لأنها تشكل خطرا على بعض الأشخاص.
وسلم موقع ويكيليكس وثائقه مسبقا إلى عدد كبير من وسائل الإعلام الدولية مثل صحيفتي نيويورك تايمز الأمريكية والغارديان البريطانية ودير شبيغل الألمانية وقناة الجزيرة القطرية التي كانت أول من كشف عن محتواها. وأشارت الجزيرة إلى قيام الجيش الأمريكي ب»التستر على أعمال التعذيب» التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد «اغتصابهم وقتلهم أحيانا».