ندلف اليوم مع الوطن عامنا الواحد والثمانين ونحن أكثر تطوراً وأنضج مجتمعياً، راسمين شخصيتنا التي نسجتها سنوات النماء وسنين العمل الجاد، قوامها المعرفة والتحديث، ورَسَمَ شكلَها وسمتَها قيادةٌ تبدأ بالعمل لتجسد الانتماء في أرفع وأسمى تجلياته، نأخذُ من أمسنا ثباتَ الخطوة الواثقة، ومن راهن أيامنا أملَ القادم، إذ إنَّ ما تحقق في عهد ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يحتاج لكثير من الانتباه واليقظة، حمايةً لواقع أضحى أكثر إشراقة، فمن مدرسة في شمال البلاد إلى جامعة ترتكز على جبل من الحب في أقصى الجنوب، ومن شرق اللآلئ إلى غرب قِبلة العالم يرسم الجمعُ مفهوماً واحداً للوطن، هو العلم والمعرفة، وبه تفتح الأدمغة والقلوب مساحة من التسامح والحوار تصل شريان البلاد بالناس ونبض القيادة بحياة الشعب، لتكون شخصية الإنسان السعودي بوصلةً للعمل المثمر وهدفاً للتنمية والأخذ بكل أسباب الترقي.
اليوم ندخلُ في الوطن حاملين إصرارَ أسلافنا وعزمَهم، لنقود الفداء والتضحية، ونقود المجد عنواناً لمحبتنا. وليقيننا بأنَّ علينا الكثير من الاستحقاقات، يجب أنْ نؤكدها لُحمةً وطنيةً، وانسجاماً وطنياً يقف صفاً واحداً للذود عن مكتسبات الوطن، وباكتمال لا يتجزأ ولا ينتقص ولا يجب فهمه مجزوءاً، فمعينه الأساسي هو إنسان هذه البلاد. إنَّ تحقيق رفعة الإنسان التي بدأها المؤسس -طيب الله ثراه- منذ ثمانين مرتْ هي عتاد الرحلة الآمنة.
وبيقين ثبَّتَه بعد الله قادتُنا في ناسنا وبلادنا، صارتْ الشخصيةُ السعودية تضعُ بصمتَها في العالم المتقدم بالعمل والمعرفة، التي يحرص الآن مليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز على تأكيدها في كلِّ فعل وسلوك، في كلِّ منشأة وفي كلِّ طريق أنَّها القيمة الإنسانية المستقلة التي تتقاطع فيها كلُّ سماتِ الجهد الإيجابي للتقدم، فتقول الوطن أخضرٌ بالقلوب المتسامحة، وشاهقٌ بالعقول الراجحة، وثابتٌ بالقيادة الحريصة على كلِّ فردٍ بأنْ يمسك كلٌّ منَّا بيد أخيه المواطن، لنركضَ غير مذعورين لمستقبلٍ يسمى الوطن..
***