في خطوة غير مسبوقة كسر من خلالها الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الحاجز النفسي والإداري والتخطيط الجامعي ليلعن زيادة في أعداد المقبولين من الطلاب والطالبات ما بين 30 في المئة إلى 90 في المئة (30 - 90 %) في مختلف الأقسام والتخصصات التي يحتاجها سوق العمل: أقسام الشريعة، والطب، والهندسة، وعلوم الحاسب، والعلوم، والاقتصاد، واللغة العربية، والعلوم الإدارية، والإعلام.. لا أدري ما هي حسابات د. سليمان أبا الخيل لكن بالتأكيد أن توجيهات الملك عبدالله وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني إلى ضرورة استيعاب شباب وشابات بلادنا في المؤسسات التعليمية الجامعية كانت هي الأساس التي اتكأ عليها د. أبا الخيل في التوسع في إعداد المقبولين لهذا العام.. وحسابات أخرى لم يكن د. أبا الخيل غافل عنها وهي تعد حقيقة مسكوت عنها في التعليم الجامعي منذ سنوات طويلة هي: أن الدولة أنشأت الجامعات وضخت الأموال والمليارات في ميزانية الجامعات من أجل تحقيق أهداف التعليم العالي ومن أبرزها: تعليم الطلاب أكاديمياً، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.. ورغم ذلك خلال السنوات الماضية أحجمت الجامعات عن استيعاب المزيد من الطلاب بحجة عدم اكتمال البنية التحتية في التخصصات العلمية.. أذن كيف فتح د. أبا الخيل القبول واستوعب الطلبة مقابل صمت الجامعات الأخرى رغم تشابه الظروف، أما لماذا، فلأن جامعة الأمام محمد بن سعود تصدت للمشكلة وعالجتها وقررت أن تؤدي دورها في خدمة المجتمع والتعليم الأكاديمي لتوسع القبول في التخصصات الإنسانية التي لا تحتاج إلى مختبرات ومعامل وبنية تجهيزية للتدريس فمعظم التخصصات الإنسانية تقوم على الطالب وعضو هيئة التدريس والقاعة، وأمر آخر عالجته جامعة الإمام وهو صرف المكافآت الشهرية للطلاب دون أن تضع رواتب الطلاب عائقاً لقبولهم أو الالتفاف على مكافآت الطلاب عبر كليات المجتمع التي يحرم منها الطلاب من المكافآت وبعض الحقوق كونهم طلاباً في كليات المجتمع. د. سليمان أبا الخيل وقف أمام مسؤولية، وتعامل بواقعية عندما توسع في القبول رغم أن تخصصات مثل الطب، والهندسة، والحاسب تخصصات جديدة في جامعة الأمام وتعد وليدة قياساً بجامعات أخرى وبحاجة إلى أعضاء هيئة تدريس وتراكم خبرات وإدارة أكاديمية لتلك التخصصات إلا أنه قرر وبشجاعة في التوسع في القبول للمسؤولية التي تتحملها الجامعة ويتحملها شخصياً للمساهمة في خدمة المجتمع وتحقيق هدف التعليم الأكاديمي.. أنا لا أقلل من دور الجامعات الأخرى؛ لكن ما الذي يمنع مديري الجامعات من زيادة القبول إذا كان العائق عضو هيئة التدريس وحسابات ميزانية مكافأة الطلاب وربطها بالقبول؟.. ومع افتتاح الجامعات الجديدة تصبح أمر أزمة القبول بحاجة إلى بحث ودراسة ومعالجة مع مديري الجامعات وعمادات القبول والتسجيل فلا يمكن تصديق أن هناك أزمة قبول في ظل فتح المزيد من الجامعات.